المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ينتقد احتفاء لندن بوعد بلفور
28-10-2017 02:45 AM
عمون - قال الناشط الفلسطيني والمتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، زياد العالول حول إحتفال بريطانيا بمئوية وعد بلفور بأن هذا “الإحتفال هو بمثابة إمعان بريطانيا في جرمها واستكمال دورها الإستعماري”.
وأضاف في حديث خاص لـ”شرق وغرب” تنشره عمون بالتزامن : كان من المفروض أن تعتذر بريطانيا للشعب الفلسطيني جرّاء هذا الوعد. ولكن، دعوتها لإحتفالية مع نتنياهو معناه أن تصريح بلفور كان مشروع استعماري وأن بريطانيا ليس فقط من أصدر هذا التصريح، بل من ساهمت بشكل كبير في تأسيس دولة الإحتلال. أو بعبارة أخرى، ساهمت في تدريب العصابات الصهيونية ونقل ملكية الأراضي وتمكين اليهود من السيطرة على الأرض الفلسطينية”.
ومضى يقول: “لقد أطلقنا حملة منذ سبتمبر الماضي تطالب بريطانيا بالاعتذار وتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية للشعب الفلسطيني، وهذه حملة ضخمة دولية منتشرة في شتى بقاع العالم، ذروتها ستكون هنا في بريطانيا”.
وأشار إلى أن هناك “مظاهرة ضخمة ستكون في الرابع من نوفمبر. كما أن ستكون هناك عريضة تطالب بريطانيا بالاعتذار في الأول من نوفمبر. وهناك حملة إلكترونية سيتم إطلاقها ليلة المئوية، أي الأول من نوفمبر، في وسائل التواصل الإجتماعي تطالب بريطانيا بالإعتذار وتحمّل المسؤولية. كما أن هناك فعاليات كثيرة أخرى أسبوعية تشهد مناصرة للشعب الفلسطيني وتؤيد حقنا في الإصرار على تحمل بريطانيا المسؤولية فيما يتعلق بهذا الوعد المشؤوم”.
وقال: “معظم دول أوروبا تتفاعل معنا، والأسبوع الماضي شهدت بعض الدول تفاعلات، وستشهد معظم دول أوروبا يوم الرابع من نوفمبر اعتصامات أمام السفارات البريطانية في عدد من دول الإتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى بريطانيا”.
وألمح أن “هناك لوبي متنفذ في حزب المحافظين الذي يحكم الآن وهو من يسيطر. ولكن رأينا ردة فعل أحزاب أخرى كحزب العمال الذي يملك ما يقارب نصف مقاعد البرلمان والأحزاب الصغيرة الأخرى التي كلها مناصرة للشعب الفلسطيني ورفضت الاحتفالية”.
وأعرب عن اعتقاده بأن “الشارع البريطاني، في غالبيته، مناصر لقضية فلسطين ورافض لسياسات إسرائيل وتفاعله معنا ستُعبّر عنه المظاهرة التي أتوقع أن يحضرها عشرات الآلاف يإحياء ذكرة مئوية بلفور”.
وبيّن أن “إسرائيل بحليفها بريطانيا لن تنجح بـتسويق نفسها كدولة غير محتلة أو كدولة ديمقراطية. العالم كله يعرف أنها دولة محتلة. والكل يعرف أن معظم الجامعات البريطانية مقاطعة لإسرائيل ومقاطعة للجامعات الإسرائيلية”.
وحول مقاطعة شركة المواصلات البريطانية (TFL) أي إعلانات تتعلق بمئوية وعد بلفور، قال العالول: “نحن في زمن لا يتسطيع أن يتحكم فيه الإعلام كما كان في السابق لإيصال صوتنا. هم يعتقدون بأن منع الإعلانات سيمنع صوتنا. على العكس، أنا أعتقد أن هذا روّج لدعاية مجانية لأن كبريات الصحف البريطانية تحدثت عن هذا المنع ووضعت الصور. هذه الصور التي مُنعت من على البسطات والقطارات البريطانية وضعتها عدة جرائد مثل “الجارديان” وغيرها”.
وأضاف: “هناك بدائل أخرى، منها مواقع التواصل الإجتماعي التي تلعب دوراً كبيراً في إيصال الصورة والصوت. والحملة الإلكترونية تسهم في التوعية. وهدف الحملة ليس مطالبة بريطانيا بالإعتذار وحسب، بل التوضيح للجمهور البريطاني الذي ليس كله يعرف عن تصريح بلفور وما تسبب به هذا التصريح من مآسي للشعب الفلسطيني. الحملة الإلكترونية هذه تساهم في نشر التوعية لدى الجمهور البريطاني لأنه لا يمكن أن يتعاطف معنا هذا الجمهور دون أن يكون لديه وعي ومعرفة بما تسبب به وعد بلفور. أو بعبارة أخرى، يتوجب على الشعب البريطاني بالذات أن يعرف أن هناك دولة أقيمت على حساب شعب آخر”.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، قالت الأربعاء، إن بريطانيا فخورة بالدور الذي لعبته في إقامة دولة إسرائيل وبالعلاقات الثنائية الجيدة مع الإسرائيليين.
وأضافت في الجلسة الأسبوعية لمساءلتها في مجلس العموم البريطاني: “نحن نواصل البناء على هذه العلاقة وتعزيزها”.
ومضت تقول: “علينا أن نكون واعين بحساسية البعض فيما يتعلق بوعد بلفور. ونعترف بأنه علينا القيام بمزيد من العمل وسنبقى ملتزمين بحل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وهذا هدف مهم”.
واستطردت تقول: “كما يتوفر علينا ضمان الأمن والإستقرار والعدالة لكل من الإسرائيليين والفلسطنيين من خلال سلام دائم”.
الجدير بالذكر أن صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية ذكرت يوم الإثنين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيتوجه لزيارة العاصمة البريطانية لندن الأسبوع المقبل بالتزامن مع حلول الذكرى المائة لوعد بلفور.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الزيارة تعد الثانية لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى بريطانيا خلال هذا العام. حيث سبق وأن دعته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للمشاركة فى إحياء ذكرى وعد بلفور.
ولفتت الصحيفة إلى أن جوهر الزيارة لم تعلن أهدافه حتى الآن. ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وعدد من المسؤولين البريطانيين خلال هذه الزيارة التي ستستمر 4 أيام.
ومن المرجح أن نتنياهو سيحتفل مع ماي في حفل عشاء في أوائل الشهر المقبل بمعية نخبة من أصدقاء إسرائيل في المملكة المتحدة.