اشهار وتوقيع كتاب "تونس: فرادة عربية" في شومان
25-10-2017 03:06 AM
عمون -(بترا)- ايمان المومني - نظمت مؤسسة عبد الحميد شومان مساء امس الاثنين حفل اشهار وتوقيع كتاب "تونس: فرادة عربية" "Tunisia: An Arab Anomaly /فرادة التجربة الديمقراطية التونسية" لنائب رئيس جامعة كولومبيا الاميركية الاكاديمي والباحث البروفيسور صفوان المصري ويعاين الكتاب تونس كتجربة ديمقراطية مهدت لانتقال سلمي للسلطة.
ويستعرض الكتاب الذي صدر باللغة لانجليزية وجاء في 416 صفحة من القطع المتوسط، التجربة التونسية كحالة فريدة في العالم العربي، حيث نجحت تونس بغضون 4 سنوات من اصدار دستور تقدمي جديد بالتزامن مع انتخابات برلمانية نزيهة، واختار التونسيون اول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد.
وقال الباحث والدكتور صفوان المصري خلال المحاضرة ان العوامل التعليمية والفكرية الرائدة في تونس هي الرافعة الاساسية التي هيأت الشعب لاحتضان نموذج ديمقراطي ناجح، لافتا إلى جذور النهضة التعليمية التونسية، والتي أسفرت عن ثقافة تجنح الى الاعتدال، التكيّف والتسامح، منذ قرطاج حتى عهد الرئيس الحبيب بورقيبة الذي رفع شعار مجانية والزامية التعليم بين الجنسين على السواء باعتباره رهان لبناء نموذج حداثي تونسي.
واضاف الدكتور المصري ان العوامل التي تفردت فيها تونس بتجربة استثنائية، متتبعاً تاريخ الاصلاحات في البلاد في مختلف القطاعات، حيث ينطلق من فرضية مفادها أن بذور المجتمع الليبرالي والديمقراطية قد زرعت في القرن التاسع عشر وأينعت في فترة لاحقة.
ويرى الدكتور المصري الذي يعمل كبير الباحثين في كلية كولومبيا للشؤون الدولية، في كتابه الذي يستند فيه إلى عشرات المقابلات والحوارات مع خبراء وقادة وناشطين اضافة الى مواطنين عرب ويتمحور حول فرادة تجربة تونس العربية، أن الربيع العربي بدأ في تونس وانتهى فيها، والذي تمخض فيها عن انتقال سلمي سلس الى الديمقراطية.
واستعرض الدكتور المصري في الكتاب الذي ينقسم لـ 3 أجزاء الربيع التونسي منذ بداياته، وما بعد الثورة، جذور الهوية التونسية منذ قرطاج وحتى عصر الاصلاحات الحديثة وصولاً الى العام 1956 وزعامة الرئيس السابق الحبيب بورقيبة للجمهورية التونسية، وفي القسم الأخير يتناول الكتاب مفاهيم المدرسة والمرأة والعلمانية في المجتمع التونسي.
واكد البرفسور والباحث الدكتور المصري ان من العوامل الاساسية التي ادت الى نجاح دولة تونس في التجربة الديمقراطية هي وجود مجتمع مدني منشأ من حركات تحرية وعمالية وبرلمانية منذ العشرينات ، وايضا من اهم العوامل في نجاح الدولة التونسية المرأة والتي كان كان لها الدور الفاعل والاكبر في المجتمع التونسي منذ الاستقلال عام 1956 مستعرضا دور المراه في تاريخ تونس وما لها من حقوق وواجبات واضاف ان توسيط واعتدال الدين من العوامل الكبيرة والمؤثرة في نجاح التجربة واختتم في اهم واكبر عامل في نجاح التجربة التونسية وهو التعليم موضحا بان التعليم ليس فقط في المدارس بل التعليم في كافة اطيافه ، مبينا على ان اللغة واستعانة التونسيين بعد الاستقلال في المدرسيين الفرنسيين واعتماد تونس للغتيين العربية والفرنسية كان له الاثر الكبير على نشات جيل واع متفتح متعلم قادر على اتخاذ قرارته .
وفي نهاية المحاضرة وقع البروفيسور المصري كتابه والذي اطلق في كل من تونس وبيروت وباريس ونيويورك وواشنطن وفيلادلفيا في الولايات المتحدة الاميركية، إضافة إلى خطة لنشره في كل من القدس وبوسطن ولندن ومدن أخرى.
ويعمل الدكتور صفوان المصري حالياً نائباً لرئيس جامعة كولومبيا الامريكية والتي تعد ضمن رابطة " Ivy Leagues " التي تضم أشهر وأعرق 8 جامعات أميركية هي: "هارفارد، كولومبيا، ييل، برنستون، بنسلفانيا، براون، دارتموث، وكورنيل" وهو بذلك أول أردني يتبوأ هذا الموقع الرفيع.
كما يشغل الدكتور المصري موقع رئيس المراكز العالمية والتنمية الدولية في جامعة كولومبيا حيث يشرف ويوجه المبادرات العالمية للجامعة فضلاً عن تطوير شبكة المراكز العالمية لها في العاصمة عمان، بكين، اسطنبول، مومباي، نيروبي، باريس، ريو دي جانيرو، سانتياغو، وتونس.