يدمرون الوحدة الوطنية ثم يتباكون عليها
سلامه العكور
04-02-2009 04:35 PM
الذين يتباكون على الوحدة الوطنية الفلسطينية وملأوا الدنيا صراخا بعد الحرب العدوانية الاسرائيلية على قطاع غزة مطالبين بوضع حد للانقسام ،هم الذين عمليا وموضوعيا صنعوا هذا الانقسام وضربوا الوحدة الوطنية الفلسطينية بايديهم وليس بايد زيد او عمرو...
فعندما يحتكرون منظمة التحرير ويخطفون السلطة الفلسطينية والرئاسة الفلسطينية ، ويرفضون عامدين متعمدين ولو عقد اجتماع واحد على امتداد اكثر من عشرين سنة للمجلس الوطني اوللمجلس المركزي لاعادة هيكلة هذه المنظمة التي يفترض ان تكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، لكي لا تلتحق بهذه المنظمة فصائل فلسطينية مهمة ومؤثرة وفاعلة تعمدوا اقصاءها لينفردوا بالامتيازات وبصنع القرارات كيفما شاءوا وشاءت مصالحهم الانانية الضيقة ، يكونون عمليا وموضوعيا هم الذين اجترحوا هذا الانقسام الخطير وهدموا الوحدة الوطنية التي يتباكون عليها بدموع التماسيح ..
لقد شاخت قيادة منظمة التحرير ،فمنهم من انتقل الى لقاء ربه ومنهم من انتابه التعب وصار يعجز عن القيام باي مهمة نضالية تحتاج الى الجهد والطاقة اللازمتين ..
ومنهم من افلس سياسيا ونضاليا وصار شغله الشاغل اللهاث وراء ما تقدمه واشنطن من مبادرات تصوغها اسرائيل ثم تتنكر لها لالهاء القيادة الفلسطينية الراكضة وراء سراب التسويات السلمية التي تنتقص من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ..
الى ان بات جل هم هذا النفر انتظار فتات المساعدات المالية الاميركية والاوروبية والعربية لتقاسم معظمها وتوزيع ما يتبقى منها على الموظفين الكثر الذين يعانون من بطالة مقنعة وعلى الاجهزة الامنية الاسرائيلية لرصد تحركات ونشاطات المناضلين والمجاهدين لاغتيالهم او اعتقالهم ..
وحتى اتفاقات القاهرة التي توصلت اليها وتوافقت عليها جميع فصائل المقاومة الفلسطينية من داخل منظمة التحرير ومن خارجها بما في ذلك حركتا حماس والجهاد الاسلامي لاعادة هيكلة منظمة التحرير والمجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي التي ابتلعتها عمليا السلطة والرئاسة وحكومة سلام فياض وصادرت مهماتها ودورها ...
هذه الاتفاقات تنكرت لها قيادة المنظمة والرئاسة ورفضت عقد ولو اجتماع واحد لوضع بنود هذه الاتفاقات موضع الترجمة العملية على ارض الواقع الملموس ..
ومن اجل اعادة اللحمة الوطنية صمَت قيادة منظمة التحرير والرئاسة الفلسطينية آذانها وراحت تضع شروطا تعجيزية شبيهة الى حد كبير بشروط الزير سالم الذي اشترط " ان المغدور شقيقه كليب ينهض من موته ويقوم او ان بني مرة بالدم المسفوك تعوم"...
حيث كان شرطها اعادة تسليم كل شئ من اجهزة ودوائر ومؤسسات ومراكز الى حركة فتح ولاجهزتها الامنية تصويبا لما سمته "انقلاب حماس في غزة" ...
اما اليوم وبعد انتصار حركة حماس في الحرب الاسرائيلية الوحشية على القطاع ، وبعد ان تضامنت شعوب الامة العربية والاسلامية والشعوب الحرة والقوى المحبة للسلام في العالم مع اهل غزة ومقاومتها الباسلة ، ولوحت بالمليارات دعما لها لاعادة بناء ما دمره العدوان الاسرائيلي ، سارعت قيادة المنظمة التي انتهت ولايتها في رئاسة السلطة وحكومة فياض والشخصيات المفلسة سياسيا ونضاليا التي تدور في فلك القيادة للتباكي على وحدة الصف الفلسطيني مطالبة بفتح باب الحوار لاعادة الوحدة الوطنية كما كانت قبل انقلاب حركة حماس واستئثارها بالسلطة في غزة....
علما بانها منذ اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي البربري حرصت على تحميل حركة حماس وفصائل المقاومة الاخرى التي تصدت للعدوان مسؤولية انفجار الموقف ونشوب هذه الحرب العدوانية وتحميلها المسؤولية عن شلال الدم الذي سفكه الجيش الاسرائيلي العنصري والمسؤولية عن الدمار ايضا ، بدلا من تحميل اسرائيل المسؤولية عن هذا كله ....
اي ان القبادة الفلسطينية ارادت ان تنهض منظمة التحرير من سباتها الطويل وفي ليلة وضحاها لتتولى مسؤولية اعادة التهدئة الى القطاع ومسؤولية اعمار ما دمره العدوان الاسرائيلي ، ولتتولى بعد ذلك مسؤولية التفاوض مع اسرائيل لانهاء الصراع واحلال السلام وبالشروط الاسرائيلية تحت الاشراف الامريكي ...
لذلك كان من حق حركة حماس الدعوة لاقامة اطار نضالي – جهادي يكون مرجعية وتنتظم تحت لوائه جميع فصائل المقاومة المؤمنة بضرورة وحتمية مواصلة مقاومة الاحتلال بكل اشكال المقاومة والنضال والمستبعدة عمدا و قصدا من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ...
لا لتكون هذه المرجعية أو هذا الاطار بديلا لمنظمة التحرير ، بل لتكون قوة كبرى مؤهلة للنهوض بمسؤولية التصدي للعدوان ومقاومة الاحتلال ، ومؤهلة لافشال اي تسوية تنتقص من الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني ، ودون الالتفات لدموع التماسيح...