أطلقت الحكومة مؤخرا العديد من التصريحات والتسريبات الإعلامية كان اغلبها على لسان او نقلا عن رئيسها الدكتور هاني الملقي ، من ابرزها فرض ضريبة على الرواتب ، رفع الدعم عن الخبز ورفع أسعار المحروقات وزياده أسعار بعض السلع وغيرها ...وذلك كحلول وخيارات لسد عجز الموازنة .
ويبدو ان الهدف من هذه التصريحات التي يتم التراجع عن بعضها او نفيها بعد فترة من اطلاقها او تسريبها هو لمعرفة ردة فعل الشارع الاردني عليها او تعديلها بعد فترة لتصبح اكثر تقبلا حيث يرها المواطن اقل ضررا من التصريحات الأولية .
والملاحظ ان جميع هذه الخيارات تزيد من اعباء الأردنيين حتى وان تلونت أساليب فرضها اذا ما الفائدة من هذه البالونات والتصريحات اذا كانت جميعها تصب في نفس القناه .
هذا جانب والجانب الاخر يجب ان تدرك الحكومة ورئيسها ان الأردنيين أصبحوا يعوا هذه الأساليب وأنهم تعودوا ان جيوبهم هي الحل الوحيد في النهاية حتى وصلوا الى مرحلة اللامبالاة بكل ما يصدر عنكم لان الثقة بينكم وبينهم أصبحت مهزوزة ،وإذا كُنتُم تعيشون ظروف الأردن عبر تصريحات ومبادرات وغيرها فهم يعيشونها واقعا مؤلمًا بكل هدوء وصبر لان خياراتهم أصبحت محدودة مثلما أصبحت خياراتكم تنحصر في اختلاق أساليب للتذرع بان الأثقال عليهم هو الخيار الوحيد لحل أزمات الأردن الاقتصادية وغيرها .
فلا داعي لكل هذه الأساليب والاختبارات لان الأسعار سترتفع والضرائب ستزيد والدعم سينخفض وأعباء الأردنيين ستزداد لكن الاختلاف في كيفية تحقيق ذلك ،وأصبح الجميع يدرك ان الظروف القادمة ستكون اصعب على المواطن لان الاقتصاد الاردني يعتمد على المساعدات والمنح الخارجية في اغلبه خصوصا الخليجية منها والمنحة الخليجية تلاشت هذا العام ، ولن تكون ضمن موازنة العام القادم ،وبهذا الصدد يكفي هنا ان نشير الى اخر تصريح لوكالة (ستاندرد اند بورز ) العالمية بتاريخ21/10/2017 حيث أعلنت انها خفضت تصنيف الأردن الائتماني الى الدرجة (B) وأنتم تعلمون ان هذا التصنيف سيزيد من تكاليف الاقتراض الخارجي للأردن ،فلا نعلم كيف سنرى النور الذي تدعون في ظل هذه المعطيات .