مرزوق الغانم وشرفاء الأمة .. هل ينشئون من الهجوع يقظة؟
عبد العزيز كمال الكيلاني
23-10-2017 03:17 PM
تابع المراقبون ووسائل الإعلام العربية والعالمية باهتمام بالغ الموقف اللافت لرئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، حينما طرد الوفد الإسرائيلي من المؤتمر الـ137 للاتحاد البرلماني الدولي الذي عُقد في سانت بطرسبورغ منذ أيام قليلة.
وعلى خلفية الانتهاكات المستمرة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين وقتلهم الأطفال واعتقالهم البرلمانيين الفلسطينيين وأبناء الشعب الفلسطيني الأبرياء، قال الغانم: “إسرائيل دولة محتلة تمارس الإرهاب ضد الفلسطينيين العزل، وتقتل الأطفال وينطبق عليها المثل المعروف عالمياً: “إن لم تستح، فافعل ما شئت”.
وأضاف الغانم مخاطباً رئيس الوفد الإسرائيلي: “عليك أيها المحتل الغاصب أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة الآن، بعد أن رأيت ردة فعل البرلمانات الشريفة في العالم”.
ثم لم يلبث أن صرخ في وجهه قائلاً له: “أخرج الآن من القاعة إن كان لديك ذرة من الكرامة .. يا محتل، يا قتلة الأطفال”.
وعلى النقيض مما توحيه بعض الكتابات وبعض وسائل الإعلام بأن الاهتمام بالقضية الجوهرية للأمتين العربية والإسلامية، أصبح يتراجع يوماً بعد يوم، فإن مواقف الغانم تدحض تلك الادعاءات والتصورات. فقد سجّل بكلمته المفعمة بالإيمان بهذه القضية موقفاً تاريخياً يتضمن رسالة إلى العالم بأسره بأن القضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية للأمتين العربية والإسلامية.
وكلمة الغانم هذه تذكرنا بموقفه في اجتماع للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف عام 2015 حين طالب آنذاك بـ ”طرد الكنيست الإسرائيلي من الاتحاد البرلماني الدولي”، مشيراً إلى أن هذه الخطوة “هي أقل ما يمكن عمله ازاء الغطرسة الإسرائيلية والجرائم المحرمة إنسانياً وقانونياً، والتي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني”.
وقال الغانم، أمام ممثلي أكثر من 145 برلماناً حول العالم: “إزاء هذا الدم المحرم في كل الأديان، الذي يسفك في أرضنا العربية الفلسطينية المحتلة على يد هؤلاء المجرمين، يتوجب طردهم من الاتحاد البرلماني الدولي”.
نعم. إن كلمات مرزوق الغانم التي قالها في الاتحاد البرلماني الدولي في سانت بطرسبورغ منذ بضعة أيام سيظل رنينها مجلجلاً في الآذان وصداها متجاوباً في الأذهان وفي ضمائر شرفاء العالم. نتمنى أن تلمس هذه المواقف والكلمات مواقع الإحساس من نفوس بعض العرب المهرولين للتطبيع مع الصهاينة وتغمز عروق الشرف والكرامة والإباء منها، وأن تثير الهمم الراكدة والمشاعر الراقدة في الشعوب العربية والإسلامية وأن تبعث فيهم روحية جديدة وعقلية جديدة.
بلى. إن هذه المواقف للغانم وغيره من المواطنين العرب الشرفاء تميط اللثام عن المتقاعسين والمتخاذلين والصامتين عن ضيم أمتهم، والذين لولاهم لما أصبح الكيان المحتل أسطورة. وشكراً لأطفال الحجارة الذين ذكرونا بمدى هزال هذه الأسطورة. فبحجر أصغر من كف طفل اهتزت أركان كيان الاحتلال في الانتفاضتين الأولى والثانية. فكيف لو انضمت إلى هذا الحجر الصغير مواقف حكام وأنظمة كموقف الغانم، وجيوش عربية جرارة مدججة بالأسلحة الحديثة؟ ترى أين كان سيصبح الكيان الصهيوني الغاصب الذي ما بقي إلا لأن كل دولة عربية صار عدوها من أشقائها، وأصبح الكيان الصهيوني العدو الثاني أو الثالث أو الرابع أو “الخامس والعشرين”… من يدري؟