على خلاف جميع التوقعات المحلية والعربية والدولية ، يتوقع البعض أن تكون سنتنا في الأردن على الصعيد الاقتصادي سنة خير ، بنمو اقتصادي يبلغ 5%،
إذا كان هذا الرأي من باب خالف تعرف ، فهو رأي مفهوم ، وإذا كان من باب "الجكر" و"المداقرة" فهو مستوعب ، أما إذا كان بناء على معطيات نحن لا نعرفها ، فمن حقنا أن نعرفها ، وأن لا يخبىء عنا صاحب هذا الرأي "مبشراته" التي استند عليها،.
نفهم "تباشير" العام على نحو آخر ، فقد نشر بالأمس أن هناك عدة شركات ومؤسسات عقارية محلية وإقليمية بدأت في تقليص أعداد موظفيها ، ضمن خطوات وصفت بـ "إعادة هيكلة" للتكيّف مع الأوضاع في السوق في ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية.
المعلومات تقول: هناك تأكيدات من أوساط عقارية أن هذه الشركات بدأت بدعوة موظفيها للاستقالة مقابل تعويضهم برواتب من 6 أشهر إلى 18 شهرًا.
مسؤول في إحدى شركات تطوير الأراضي والاستثمار قال: أن الشركة قامت بتسريح ما يقارب %40 من الطاقم الإداري في الشركة ، ضمن توجهها لتخفيض النفقات في ظل الأزمة المالية العالمية. وتوقع أن يكون عام 2009 صعبا على جميع شركات العقار بسبب تذبذب أسعار مواد البناء وعلى رأسها الحديد والاسمنت من جهة ، وعدم وضوح الرؤية لما سيؤول إليه الوضع في الأشهر القليلة المقبلة ، بشأن المشاريع المستقبلية للشركات.
مسؤول آخر قال أن شركته أعلنت في تشرين الثاني الماضي عن تسريح 5ر2% من الموظفين لديها ضمن "إعادة الهيكلة".
وفي الأخبار أيضا أن هناك عشرين مليون صيني أصبحوا بلا عمل ، أحاديث الإعلام عن البطالة وتسريح العمال ، تملأ نشرات الأخبار والصحف ، التباطؤ في النمو ، وشبح الركود يكاد يغطي على أخبار البؤر المشتعلة في العالم ، سواء في غزة أو دارفور أو العراق وأفغانستان ، لا حديث للاقتصاديين إلا حديث الخوف من استحقاقات هذا العام.
سُئل بول كروغمان الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2008 ، عن كيفية إنفاقه لمبلغ الجائزة البالغ نحو21 مليون دولار أمريكي ، فقال: افضل رسالة تهنئة وصلتني بالبريد الالكتروني كتب فيها: مبروك. آمل ان تجد مصرفا لا يزال عاملا ولم يفلس،
نأمل أن تكون توقعات البعض في محلها وأن لا تكون سنتنا هذه كبيسة ، كما تشير كل "المبشرات" خاصة ما يتعلق بشبح "إعادة الهيكلة" الذي بدأ يطل علينا،