هناك فارق كبير بين المواطنة والانتماء، فالمواطن هو الذي يحصل على جنسية دولة ما، بصورة قانونية، ولأسباب يحددها هو، ولمصالح يسعي إلى تحقيقها من وراء حصوله على جنسية هذه الدولة، أما الانتماء فمصدره الارتباط بهذا البلد الذي يحمل جنسيته، فهو يرتبط بهذا البلد بوجدان وتاريخ وماض وحاضر ومستقبل.
فالحصول على جنسية دولة ما هو إلا إجراء قانوني، يتطلب من الراغب في التجنس ان يستوفي متطلبات محددة منها: الزواج ممن يحمل جنسية هذه الدولة، أو الإقامة لفترة محددة، أو أن يكون قد ولد في هذا البلد حتى ولو كان والداه لا يحملان جنسية هذا البلد، أو أن يكون قد استثمر في هذا البلد مبلغا مشروطا من المال، أو ان يكون ابنا لأم تحمل جنسية هذه الدولة، وغيرها من الاشتراطات القانونية التي تؤهل هذا الشخص للحصول على جنسية دولة ما.
دلالات الوطنية الحقيقية الصحيحة، في رأيي، كثيرة منها: احساس المرء بالحب الكبير لوطنه وحب المجتمع الذي يشاركه هذا الوطن بغض النظر عن التوجهات والاختلاف السياسي والفكري والمذهبي، والقدرة على التعايش السلمي مع كافة شرائح المجتمع وأطيافه المتعددة والمتنوعة على أساس المشاركة الوطنية والحوار الوطني البناء والتوافق على القضايا المشتركة، تسهيل الخدمات المجتمعية والإنمائية والتنموية وكافة المصالح والمنافع الوطنية والتعاون في القضاء على العقبات والعراقيل التي توقف عجلة التنمية والتطور وتحديث الخدمات في كافة الجوانب الحياتية والمؤسساتية والتنافس بقوة في خدمة الوطن وأبنائه والعمل على تحريره من كافة القيود المفروضة عليه داخلياً أو خارجياً، وضعه المهني أنه يخدم وطنه ويقدم واجب الوفاء تجاه وطنه الذي احتضنه ورضي به عضواً ينتظر منه الكثير.