من ألاغاني الظريفة التي أتذكرها من طفولتي أغنية تقول (طلع الدب تا يرقص لقاله حبة ترمس أكلها وبطل يرقص). وكان منظر الدب الراقص في السيرك يستهوي الأطفال سواء كان مباشرا أو على الشاشة الصغيرة .
لكن العواصم العربية استبدلت الدب الراقص بالشعب الراقص، هي لم تقم بذلك حبا بالحيوان واستجابة لنداء الجمعيات العالمية لحماية حق الحيوان والمعاملة بالمثل وإنما لأنها وجدت البديل فترقيص الشعوب اقل كلفة من ترقيص الدببة والقردة والفيلة والفئران وحتى الخيل أيام كان عندنا خيل.فأنت وأنا وهو وهي نكون في حالة موت وحالة غليان وحالة طفر وبطالة وزفت مغلي بالبطون بدل الشوارع وما ان نسمع الحاكم أو رئيس الوزراء أو حتى رئيس البلدية يلقي خطابا حتى نخرج إلى الشوارع في مواكب حافلة وسيارات تعلوها الأعلام الوطنية وفوقها من يجيد الرقص وتسمع زغاريد النساء المليئة بالفرح لخطاب ذاك المسؤول.
فالرقص فن شرقي ، والترقيص أيضا فن شرقي وعربي أكثر منه عالمي، وقد كنت أشرت في مقالة سابقة إلى ان خريجات من كليات الطب والهندسة في إحدى الدول العربية امتهن مهنة الرقص الشرقي بدلا من الطب والهندسة لان مزاياها كثيرة ومميزاتها كبيرة .
وعندنا في الأردن وبعد ان انتهينا قبل فترة ليست بقصيرة من يوم ألام ويوم الأرض ويوم الكرامة ويوم المرور جئنا إلى عاصمتنا الحبيبة عمان بيوم الرقص العالمي والذي ستنطلق فعاليات هذا اليوم العالمي يوم الأربعاء القادم والذي أطلقنا عليه اسم مهرجان عمان الدولي للرقص المعاصر والذي يهدف للتعبير عن الأفكار والحوار والتواصل الإنساني.
ولأننا برقصنا نعزز ثقافتنا من خلال مهرجانات الرقص العربية المنتشرة في القاهرة وبيروت ورام الله وبغير الرقص سنكون بلا هوية أو ثقافة فإننا نلجأ إلى المركزين الثقافيين البريطاني والفرنسي ومعهد سيرفانتس الأسباني والسفارة الهولندية لتعزيز مثل هذه الثقافة وكأننا لم نخرج يوما إلى الشوارع راقصين مهللين كلما ارتفعت أسعارنا وكلما ازدادت ضرائبنا وزاد فقرنا .

وإذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد له من فن الرقص.
Royaalbassam@yahoo.com