يعيش المواطن الأردني حالة فريدة غير مسبوقة، فرغم اعتزازه بحالة الأمن مقارنة مع جيران الدم والنار والأشلاء والمشردين ودمار البنى التحتية والقوتين العسكرية والاقتصادية، رغم كل ذلك فالأردني غير مرتاح للحالة العامة حيث انه يترقب وتتلاعب به التكهنات والإشاعات وتلفه حالة من القلق والأرق وفقد الثقة بالحكومة ومجلس النواب والأحزاب. يقلقه الحديث عن الحل النهائي للقضية الفلسطينية مع ظهور عملاء للكيان الصهيوني يعملون تحت الشمس وترعاهم الدولة التي وقعت مع الأردن معاهدة سلام !!! يقلقه وضع مغتربيه في الخليج حيث نذر إعادتهم مما يفقدنا موارد اقتصادية بل وينضم العائدون إلى صفوف البطالة.
واذا كان ما سبق يقلقه فإن ما يقتله الأداء الإداري والاقتصادي !! فالحكومة غائبة بل ليست موضع ثقة ومثلها مثل الولد الذي يلبس ثوب أبيه ، فالمهمة أكبر من حجمها ، والظروف جبال عالية لا تقوى الحكومة على النظر إليها لاختلاف الطول . حالة الفساد تستشري وتستعصي مما دفع رئيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد الى الاعتراف بذلك . في الأردن نتحدث عن الفساد بينما الفساد لا يأبه بحديثنا !! وحالنا معه ينطبق عليه المثل القائل:
أوسعتهم شتما" وأودوا بالإبل .
الأردني حائر بين الرغبة في التمتع بالأمن وبين الرغبة في رفع الصوت حيث يقتله صمت المسؤول الذي لا يتجاوب معه !!
من هؤلاء الذين يتصرفون بمقدرات الوطن ؟ من هم الزعران الذين صاروا أصحاب ملايين ؟ من هم الذين يسيحون على حساب الخزينة ؟ لماذا كرم سفريات النواب ؟ لماذا تعيين الأبناء والشلل برواتب فلكية ؟ أليس في الإدارة حس وطني يمنع كل التجاوزات؟ الأردني غير مرتاح ولهذا لم تكتمل دائرة التفاؤل والارتياح حيث نغص عليه اللصوص والفاسدون والإداريون. إنهم أمام وطن أحبوه بينما اعتبره الفاسدون محطة للغنيمة والنهب .
إنه يترقب مجريات الأحداث في العراق وسوريا وفلسطين والخليج وليس هناك من يخاطبه أو يوضح له .
لكل ما سبق فإن الأردني متشائل.