لم أتفاجأ أبدا من ما جرى ويجري برعاية وتخطيط وإشراف صهيو - عربي في المنطقة ولقد قلت دوما ان ألدّ أعداء صهيون وكيانهم هو هذا البلد الصامد بنقاء شعبه.
لقد عملت ودأبت اجهزة الموساد وغيرها في المنطقة والعالم على استهداف الاردن عملياتيا وسياسيا وسيكولوجيا ولقد حاولوا الولوج عدة مرات مستغلين بدايات الربيع العربي وكنا لهم بالمرصاد ولَم تنجح محاولاتهم حتى اللحظة ولقد حذرنا من ان هؤلاء سيستمرون في محاولاتهم ضرب النسيج الوطني وزعزعة الثقة العامة للأردني بوطنه ومستقبله ولقد اظهر مواطنونا فطنةً رسمت ملامحها هباتهم واستنفارهم كلما دعا داع لذلك وكانوا وببساطتهم المعهودة خير ناطق باسم هذا الوطن ليرصد الليكود ومرتزقته في الكيان وحلفاءهم خارج الكيان كيف ان هذا البلد لم ولن يكون يوما الا اردنيا هاشميا.
انه وبرغم قذارة الصغار من المتآمرين على هذا البلد واهله الا ان زبدهم وخزعبلاتهم ما هي الا انعكاس مباشر لما يدور في خلد اسيادهم ومعلميهم واولياء نعمتهم ممن يحيكون خيوط الشر ويسعون في الارض فسادا وإفسادا، انهم وان صغر حجمهم الا ان الحكمة تتطلب وعيا جماعيا بكل تفاصيل ما جرى ويجري في المنطقة وبان نفكر عميقا وسوياً في ما تحيكه القوى الشريرة من مخططات لما بعد انتهاء مسرحية داعش واخواتها والتي لم تكن الا صنيعة قوى الظلام.
ان تكثيف العمل على خلق الهويات الفرعية والدويلات الصغيرة العرقية والطائفية والترويج المستمر لحلول الديمغرافيا بديلاً عن الجغرافيا وسرعة إنجاز مصالحات وتسويات بعيدا عن الحضور الأردني يستدعي انتباها وتكيفا استباقيا قائما على الثوابت التي ننطلق منها جميعا بخصوص الوطن اولا والجوار ثانيا.
اننا لا نخشى على سياستنا الخارجية الحكيمة والتي يقودها سيد البلاد بمنتهى الحكمة، ولكننا نصر ونؤكد على ضرورة تغيير نهج الحكومات بدءا من طرق اختيارها وانتهاء بآليات صنع القرار فيها وسياساتها العامة وطرق صياغتها وانخراطها المباشر دون حواجز مع شعبها.
ان الظرف يستدعي صحوة تشمل الجميع وقد اثبت شعبنا ذلك وبقي ان تقوم الحكومة الحالية او القادمة بما يستوجبه دستورنا في صميم واجباتها وهو ان تخدم الشعب بأمانة واخلاص بالطريقة التي تحمي مستقبل أبناء هذا الوطن وتغلق الطريق امام اي معضلات اقتصادية والتي لا سمح الله ان تطورت لثغرة فإنها ستكون مشكلة لنا جميعا.
إن النشاط الصهيوني الخبيث وبترتيب مسبق مع أصدقاء أعداء وأشقاء انقلبوا لخدمة أهداف خاصة بهم مكشوف لنا وأنهم جميعا يعلمون ان ما يميز هذا البلد هو فطنة شعبه وذكاء وحنكة قيادته وصحوة فرسانه الرابضين والمتحركين فوق كل ارض وتحت كل سماء واينما شعرنا ان هناك ما يهدد أرضنا ولذلك فلا خوف على هذا الوطن الذي ولد في النار ولن يحترق بإذن الله الواحد القهار ولكن واشدد على كلمة لكن على الحكومات والمرجعيات وصناع القرار ان يستمعوا لصوت الناس وان يعوا بان الوقت قد حان لتغيير استراتيجية الدولة الكلية فيما يتعلق بالملف الاقتصادي قبل ان يتحول للنافذة المشرعة والثغرة التي قد يعبر من خلالها الاشرار.
إن الأردنيين إِذْ يعارضون نهج حكوماتهم والذي أدى الى نتائج غير سارة والى وضعنا في مربعات ضيقة اقليميا إلا انهم على الدوام واعون تماماً لكل ما يجري في الإقليم من ترتيبات مريبة ويعلمون تماما ما هو الهدف مما يجري من محاولات لتجاهل الاردن في الطبخات الإقليمية. إننا إذ نؤكد اعتراضنا الحاسم على سياسات اغراق البلد بالديون فإننا نجدد رسالتنا للعالم اجمع بانه لن يمر اي مخطط يستهدف هوية هذا البلد الا عبر اجسادنا وحتى اخر مواطن حر فينا.
ان احد اهم عوامل قوة وتماسك الامم والدول هو اللحمة والنسيج الاجتماعي القوي القائم على الوفاق والاتفاق على ثوابت عامة لا خلاف عليها بين الجميع.
ان الاختلاف في المقابل على تفاصيل تتعلق في التشريع والممارسة والحياة السياسية ودور المعتقدات وغيرها هو امر صحي لا يستدعي ان نناصب بَعضنا العداء بل يستوجب البناء على هذا الاختلاف واستثماره بالطرق المثلى لينتج إضاءات يمكن تطويعها لخدمة المجتمع بكافة اتجاهاته الاجتماعية والسياسية والعقدية.
ان معظم الدول القوية قامت على الاستثمار في الاختلاف والتعددية لخدمة الهدف الأعظم وهو النهضة في كل المجالات، ولأن الأردنيين جميعا يحبون بلدهم ويريدون له الخير فعلى الدولة وجميع الاطياف السياسية ان تعي أهمية الإيمان بذلك وان تعمل على تحقيقه بعيدا عن فكرة الإلغاء والاقصاء.
هكذا نحمي النسيج الوطني بكل اطيافه وألوانه وتوجهاته وهكذا نحمي استقرارنا الاجتماعي.
قوتنا في تماسكنا وفِي قدرتنا على مواجهة مشاكلنا سوياً، قوتنا تعتمد على مقدار استعداد كل واحد فينا لان يتنازل لأجل الوطن بكليته وان يترفع عن تعظيم الذات من اجل الوطن وشعبه كل شعبه.
فلنكن كذلك فنقطع الطريق على كل من يريد بِنَا سوءا ولنضرب مثالا حيا كيف تكون اردنيتنا حقّةً بالممارسة وليست فقط بالأقوال.