شكراً يا مرزوق فلقد أًعدت الى عروقنا ماء الوجه الذي نضبَ
الدكتور موسى الرحامنة
20-10-2017 10:26 PM
لمن لا يعرف مرزوق الغانم، هو شخصية برلمانية كويتية شابة في مقتبل العمر، مواليد عام 1968، والده رجل الأعمال المعروف علي محمد ثنيان الغانم، ووالدته فايزة الخرافي شقيقة رئيس مجلس الأمة الكويتي الراحل جاسم الخرافي، ويحمل مرزوق درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف من احدى الجامعات الامريكية العريقة، وقد انتخب عضواً في مجلس الامة الكويتي منذ عام 2006 وانتخب رئيساً لمجلس الامة الخامس عشر، ثم أُعيد انتخابه ثانية رئيساً للمجلس السادس عشر الحالي .
مرزوق برلماني مستقل، لا ينتمي الى حزب أو كتلة برلمانية، ولكنه رجل سياسي معطاء لا يعرف الخوف أو الوجل، وأُسجل شهادتي هذه فيه، من خلال متابعتي المستمرة لوقائع جلسات مجلس الأمة الكويتي فقد استطاع الرجل بحنكته البالغة أن يدير جلسات مجلس، أعتبره من أفضل البرلمانات العربية على الاطلاق، وله مواقف جريئة تُسجل بماء الذهب وأذكر منها أنه كان من المؤيدين لطلب طرح الثقة بوزير النفط السابق الشيخ علي الجراح الصباح الذي أقاله المجلس بعد عاصفة أطاحت به .
مرزوق، طالعنا قبل يومين بموقف جريء، وهو ليس بغريب عليه، في وقت كان كثيرٌ من البرلمانيين العرب يتهافتون على خطب ود اسرائيل واقامة علاقات معها، لكنَّ هذا البرلماني الأسمر القادم من الكويت استطاع أن يعرِّي دولة الكيان الغاصب في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في سانت بطرسبرغ في روسيا وهو يرأس وفد بلاده في هذا المؤتمر، حين هاجم رئيس الوفد الاسرائيلي واصفاً اياه بأنه يمثل دولة الارهاب وقتلة الاطفال ودولة الاحتلال الغاشم .
لقد جاءت مداخلة مرزوق، رداً على مداخلة رئيس الوفد الاسرائيلي، وقد أبت على مزوق مروءته وشهامته أن يجعلها تمر مرور الكرام، فجاء غانماً في الرد، وقد رزقه الله ملكة الخطاب، حين وصف ممثل الكيان المغتصب بعديم الحياء والمروءة والكرامة، وأن الأجدى والأحرى أن يخرج من القاعة بعد أن كشف زيف المداخلة التي تقدم بها .
لقد صاحَ مرزوق بوجه المندوب الاسرائيلي" أنْ احمل حقائبك واخرج من القاعة ان كان لديك ذرة مروءة" فكانت ردة فعل الوفود المشاركة بالتصفيق الحار لهذا الموقف النبيل، والذي لم يملك أمامه الوفد الاسرائيلي الا أن يخرج من القاعة مذموماً مدحوراً .
لقد قدّم مرزوق الغانم نموذجاً حُراً واستطاع بهذه المداخلة الجريئة أن يوجه الرأي العام العالمي نحو جرائم اسرائيل وزيف ادعاءاتها، فكانت تلك الصرخة المدويِّة التي جعلت كل وفود العالم تصغي اليها باهتمام بالغ وتُسجل لها الاعجاب والثناء .
شكراً يا مرزوق، فلعلَّ موقفك هذا قد أعاد بعضاً من ماء الوجه الذي نضب في وجوهنا، وحرَّك الدم الذي تلبَّد في عروقنا.
أما أنتم يا برلمانيي العرب احذوا حذو مرزوق، وحاربوا بالكلمة في مواضعها وتوقيتها فالشجاعة هي شجاعة الرأي وصدق الشاعر حين قال :
الرأيُ قبلَ شجاعةِ الشُجعان هو أولٌ وهيَ المحلُ الثاني