لا أستعرض معلوماتي الجغرافية إن قلت أن معالم منطقة العقبة لا تختلف في خصائصها ومزاياها الجغرافية عن طابا وشرم الشيخ ودهب و غيرها من المناطق السياحية المصرية على خليج العقبة . الموقع الجغرافي واحد ، والتضاريس واحدة ، والأحوال الجوية تكاد تكون متطابقة ، البعد عن اوروبا وغيرها واحد ، المعالم المائية واحدة وهي معالم خليج العقبة ، والأحياء المائية واحدة .

قمت كما قام عشرات الألوف من بني وطني بعدة زيارات للمنتجعات المصرية ، وقضيت وقتا طيبا استمر عدة أيام بليالبها هناك ، وتنقلنا بحافلات سياحية مكيفة الهواء ، وبقوارب جيدة التجهيز ، وفنادق 5 نجوم ، إضافة لتناول وجبة الإفطار ووجبة العشاء يوميا ، كل ذلك مقابل مبلغ لا يتجاوز كلفة المنام ليلة واحدة أو ليلتين في فندق 4 نجوم في مدينة العقبة .

وجدت المئات من السياح العرب والأجانب من مختلف الدول الأوروبية ، إضافة لأعداد من المواطنين المصريين ، ووجدت ترحابا مصريا ممتازا وخدمة متميزة ، بحيث قمت بتكرار زيارتي كل سنة لأحد هذه المنتجعات المتميزة ، لأقضي وعائلتي وقتا طيبا فيها .

كم تمنيت وأتمنى ويتمنى أبناء بلدي أن نقوم بما فعله المصريون من استثمارات سياحية ، وتوفير الخدمات المناسبة ، وفرص العمل لآلاف المواطنين ، وتدريبهم على حُسن العمل والاستقبال ، واستقطاب السائح المواطن الأردني والعربي والأجنبي إلى منطقة الغقبة بأفواج كبيرة .

أرجو أن نكف عن التغني بالوطن من خلال أغان نسميها أغان وطنية وننتقل للعمل الفعلي الحقيقي وبعدها ليقرض الشعراء قصائدهم ، وليتغنى من يريد بعدها بأرض الوطن ، المطلوب العمل والمزيد من العمل والقليل القليل من الكلام .

فعلتها مصر لمَ لا يفعلها الأردن ؟ هل نحن أقل قدرة أوكفاءة ؟ إن لم نفعلها نكون فعلا أقل قدرة ، وأقل كفاءة .

haniazizi@yahoo.com