عمون- قصيدة للشاعر شريف قاسم
ســـــيَّـــــارةُ الـــــمــــوتِ أم تـــــاريــــخُ بـــلـــوانـــا ... يُـــجـــددُ الـــيـــومَ بـــيـــن الـــنـــاسِ شــكــوانــا
كـــم قـــد أصـبْـنـا ، فـلـيـلُ الــكـربِ يـجـمـعُنا ... وكـــم ذُبـحـنـا ، وســيـفُ الـغـدرِ واسـانـا ؟!
أتــضــحــكــون ، وقــــــــد أودى بــــنــــا قَـــــــدَرٌ ... ولـــــلـــــكــــريــــمِ مــــــقــــــاديــــــرٌ بـــــدنـــــيــــانــــا
أم أنَّــــهــــا كــــشَّــــرتْ تـــيـــهًــا حــضــارتُــكـم ... حــــضـــارةُ الــــزيـــفِ فــضَّــتْــهـا قــضــايــانـا !
أيـــــن الــمــروءةُ يــــا أهــــلَ الــتَّـقـدُمِ فــــي ... تــــلـــك الــــبـــلادِ وقـــــــد أخــــفـــتْ لــقــتــلانـا
أركـــبــتــمــوهــم وأغـــلـــقـــتــم مـــنـــافــذَهــا ... حـــتــى يـــصــارعَ مـــــرَّ الــمــوتِ مَــــن عــانــى
وقــــــد عــلــمـتُـم بـــأنَّــا الـــصُّــمُّ مــاسـمـعـتْ ... آذانُــــــنـــــا صـــــرخـــــةَ الـــمـــفــجــوعِ نـــــادانـــــا
فــحــســبـنـا اللهُ إذ جــــرتُـــم عــــلـــى بــــشـــرٍ ... ولــــــــم نــــجــــد عـــنــدكــم خــــيـــرا وتــحــنــانـا
لـــــكــــنْ رأيـــــنــــا قـــلـــوبًـــا غـــــيــــرَ راحـــــمــــةٍ ... وأنــفُــسًـا خــيَّــبـتْ فـــــي الــتــيـهِ مــسـعـانـا
وَمَنْ يعشْ في المصيباتِ التي استعرتْ ... نــيـرانُـهـا فـــــي الـــمــدى مـــاكــان إنــسـانـا
إنْ لــــــم يُـــحــرِّكْ أســـاهــا مـــــن مــشــاعـره ... ويـــــدفـــــع الــــضـــيـــمَ آلامــــــــــا و أحـــــزانـــــا
إنَّ الـبـواكـي عــلـى الأحــبـابِ فـــي شـجـنٍ ... ولــــــــــــم تُــــــطِـــــقْ إحــــــداهُـــــنَّ كـــتـــمـــانــا
ذقــــــنَ الــمــكــارهَ مـــــن كــاسـاتـكـم ألـــمًــا ... يــبــقــى عـــلــى الـــوجــهِ أزمـــانــا و أزمـــانــا
شــبــابـنـا مـــثـــل دراري الأفــــــقِ أطــفــأهـا ... إهــمــالـكـم حــقــدكــم قـــــد عـــــجَّ أضــغــانـا
(يــاأيــمـن ) الــذكــريـات الــحُــلـوةِ انــكـفـأتْ ... عــــلـــى يَـــــــدَيْ مــــجـــرمٍ أو عــــابـــثٍ خــــانـــا
ويـــــــــارجــــــــالا تــــلــــقــــوهــــا بــــشــــاحــــنــــةٍ ... مـــشـــؤومــة الــــوجــــهِ أحــــزانــــا وأكـــفــانــا
ويـــاصــبــايــا ويـــــــــا أطـــــفــــال أعـــدمـــكـــم ... ظـــــلــــمُ الـــحـــضـــارةِ نـــســيــانــا و نـــكـــرانــا
لــــكـــم جــمــيـعـا مــــــن الــرحــمــنِ مــرحــمــةٌ ... ولـــــلـــــطــــغــــاةِ أعـــــــــــــــــدَّ اللهُ نــــــيــــــرانـــــا
مـــاضـــيَّــعَ اللهُ مــــــــن مـــثــقــالِ مــظــلــمـةٍ ... فــكــيـف والـــغــربُ عـــــاثَ الـــيــومَ بـهـتـانـا
مــــولاهُــــمُ الــــشَّـــرُّ لافـــــــازوا بــخــسـتـهـم ... واللهُ جـــــــــــــــلَّ جــــــــــــــلالُ اللهِ مـــــــولانـــــــا