عوامل صمود الأردند. فهد الفانك
20-10-2017 12:32 AM
في كتاب عن الأردن يقدم المؤلف الإسرائيلي أشر سوسر تحليلاً للعوامل التي جعلـت الأردن يصمد ويستمر بالرغم من الظروف السياسية والجغرافية والديمغرافية غير المواتية والتقلبـات العربية والدولية المحملة بالأخطار. يتحدث المؤلف في المقام الأول عن حكمة ملوك الأردن ابتداء من الملك المؤسس عبد الله ومروراً بالملك الباني الحسين، ولكنه يؤكد أن الأردن لم يكن يوماً مسرحاً لرجل واحد، فهناك عوامل موضوعية وفـّرت للأردن طول البقاء والاستقرار ولعب دور فاعل. العوامل التي يحددها المؤلف هي: أولاً: بروز نخبة سياسية متفاهمة، مما يمكن أن يطلق عليهم وصف رجال الملك.ثانياً: تطور قاعدة شعبية عريضة للنظام لها مصلحة في الحفاظ على الوضع القائم. ثالثاً: الولاء المطلق للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، نتيجة التكامل بين النخب العسكرية والمدنية. رابعاً: الضعف النسبي لأعداء النظام في الداخل، وغياب الإرادة لديهم في الخارج. خامساً: التجانس النسبي بين السكان، حيث الأغلبية الساحقة عرب مسلمون سنيون، أما الاستقطاب الأردني الفلسطيني فيبقى سطحياً لغياب التميز الديني أو العرقي أو المذهبي بين المجموعتين. سادساً: مركزية الموقع الجغرافي السياسي الأردني كدولة محورية مهمة للاستقرار الإقليمي، مما دفع القوى الخارجية من داخل الإقليم وخارجه إلى دعم الأردن ومساعدته. العامل الأخير هو العنصر الأول في الدبلوماسـية الأردنية التي نجحت لدرجة جعلـت كلاً من سـوريا والعراق والسعوديـة ومصر وإسرائيل تنظر إلى صمود الأردن واستقراره كضرورة استراتيجية وتعترف له بدور إيجابي مما حـوّل الموقع الجغرافي الصعب للأردن من عقبة إلى ميزة، ومن مصدر خطر إلى مصدر دعم وتعاون. كتاب أشر سوسر نشر قبل عام 2000 وهو يستحق القراءة المتأنية لأنه يعطي صورة عن الأردن ودوره كما يبدو للمراقب الخارجي. أتمنى لو أن المؤلف يعيد إصدار كتابه هذا بعد تحديثه ليشمل نظرته إلى عوامل صمود الأردن في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني. هذه العوامل معروفة لنا وتكمن أهميتها في أنها تمثل رؤية خارجية من مؤرخ يهودي وأستاذ جامعي متخصص بالشؤون الأردنية. ومن الواضح أنه كتب بمنهج موضوعي يبحث عن الحقيقة ويصفها كما يراها.
الراي
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة