الرئيس الملقي متفائل وقد أمضى الأسابيع القليلة الماضية وهو يبث رسائل تبعث على هذا التفاؤل، آخرها أن الأردن سيرى النور في منتصف ٢٠١٨ وسيخرج من النفق، وربط هذا التفاؤل بمبدأ الاعتماد على الذات وقال: «ما عاد حد يعطينا فلوس .. يجب ان نعتمد على انفسنا ونحن الاقدر على ذلك».
رئيس الوزراء رجل مسؤول عما يقول وهو لا يستطيع أن يطلق وعودا في الهواء، لأن الناس تترقب وقد أخذت ردود الفعل على تصريحاته مسارين، الأول دهشة وتندر أما الثاني وهو الأهم فهو تحليل الوقائع التي دعته لأن يقول ذلك.
الرئيس متمسك بالقرارات التصحيحية لكن الى جانب ذلك تتجه الأوضاع الصعبة في الإقليم الى الإنفراج الذي يعقبه عمل وجهد كبير لترميم ما هدمته الحروب، وفي الجانب الآخر ستمهد المصالحة الفلسطينية الى أحداث هامة.
مع ذلك لا بديل عن التصحيح الذاتي لإستكمال الجاهزية وخطوة الإعتماد على الذات مهمة في هذا المجال ويعرف الرئيس أن التحولات في المساعدات الخارجية شكلا ومضمونا تغيرت، وأن العالم لن يقف معك ما لم تقف مع نفسك، وقد بات يرفض دعم رفاه شعوب أخرى ومن باب أولى أن يدعم رفاه شعوبه، والحكومات الغربية وحتى العربية ومنها الخليج تقع تحت عين الرقيب وهناك تساؤلات دائما عن مقدار الفائدة التي يجنيها دافع الضرائب من المساعدات، ودول الخليج خصوصا بدأت إجراءات مماثلة في ضبط نفقاتها وشد الأحزمة على مواطنيها بفرض ضرائب هي الأولى من نوعها فلماذا تدعم دولا أخرى بينما تتشدد في دعم مواطنيها ولو كنت مواطنا خليجيا لسألت ذات السؤال وكنت أشرت في هذه الزاوية الى أن السماء لن تمطر دولارات وكان هذا في محل نقد وإستغراب من كثيرين.
تفاؤل الرئيس والمدة الزمنية التي حددها لبدء الإنفراج ليست مصادفة فحتى ذلك الوقت ستكون الإصلاحات قد تحققت وبدأت نتائجها تظهر في عجز الموازنة وخفض المديونية وبدء تعافي الإقتصاد بعد أن تكون البنية التحتية لهذا التعافي قد إستتبت.
مشكلة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي أو أي رئيس وزراء هي البرنامج الزمني الذي تحدده نخب وصالونات عمان وليس برنامجه هو لكن على الرئيس أن يرد على كل ذلك بخطوات واسعة وإيقاع سريع متناسق الأهداف والرسائل فليس القرارات المطلوب أن تتخذها حكومته هي ما يحدد العمر الإفتراضي للحكومة.
لا زال الرئيس متمسكا بشعار العمل بسرعة لكن دون تسرع لكنه في خصوص القرارات المرتقبة إختار أن يأخذ وقته، والنتائج يعكسها الإنجاز.
الشكوى اليوم مريرة من الأوضاع الإقتصادية وهي تضيق لكن الحلول الصعبة لا ينبغي تأجيلها وطالما أرجئت في وقت الرفاه وقد كان هذا خطأ نجني سوءاته اليوم.
تفاؤل الرئيس ليس من فراغ فهو مسؤول ويثق ينتائج البرنامج إن حالفه التنفيذ دون تنازلات.
الراي