كنت الْيَوْمَ أقرأ سورة يوسف والتى وصفها القرآن الكريم بأنها ( أحسن القصص) ليس له ذنب الا محبة ابيه له فكان كيد أخوته–كيد قتل لا كيد محبة–وهذا فرق بين كيد الرجل وكيد المرأة- كيد الرجل كان كيد قتل وكيد المرأة في قصة يوسف كان كيد محبة وهو عكس ما هو متعارف بيننا.
وكذلك كان موقف قوم لوط (اخرجوهم من قريتكم انهم أناس يتطهرون) وكذا موقف امرأته- وأمرأه نوح وابنه وقوم عاد وثمود–أما اذا توقفنا عند موقف أقارب الرسول صلى الله عليه وسلم- فيكفى موقف ابا لهب الذى قال له (تبا لك الهذا جمعتنا) وهو مخالف لموقف الأنصار البعيدين في القربى الذين عاهدوا حربا وسلما ومع ذلك جاءت الأيات لتؤكد على ثبات الموقف الأيجابي (الأقربون أولى بالمعروف).
لم يوص القرآن بوالد أو أم على ابنائهم لإن هذا امر فطري في الرعاية ولكنه أوصى بالأقربين لان الله سبحانه وتعالى يعلم أن جل المشاكل والكيد والحسد وغيره، لا يأتى من البعيد الذي لا يعرفك وإنما من القريب الذي لا يقارن بينه وبين الغنى البعيد أو المفكر البعيد وإنما مع القريب الذى تعرفه وعشت معه وعايشته وربما قدم إليك من الاحسان ما لم يقدمه احد أبدا.
لقد عاش أغلبنا في قرى أو بين أقارب يعرفوننا صغارا ويعرفون آباءنا وأمهاتنا - يعرفوننا عندما كنّا نلعب في الطرقات.
هم غالبا لا ينادوننا باسمائنا وأنما ينادون ولد فلان أو ابن فلانه وهذا ليس عيبا وإنما بعضهم يقول ذلك تصغيرا من الشأن الذى وصل اليه ابنهم بينما لا يتعاملون مع البعيد بمثل ذلك.
يقال أن والدة ابا حنيفة كانت تسأله عن المسأله–فيجيبها فلا تقتنع- فتذهب الى فَقِيه آخر فيقول لها–القول–ما قال ابي حنيفه- احيانا يكون الابن طبيبا اقل مستوى فيجيبها حتى تقتنع–تسأل زوجة زوجها عن مسألة فيجيبها فلا تقتنع- حتى تسمع نفس الجواب من واعظة تأخذ عندها درسا ولا تكون بمستوى زوجها علما وفقها.
يكون احد المسؤولين في موقع قرار وقد حصل أو يكون صديق لمسؤول صاحب قرار وقد حصل ليستشيره في بعض الأسماء من اصحاب الكفاءات ممن يستحقون ان يتعامل معهم خدمة للصالح العام- فينفى ان يكون لديه ولو اسم واحد يستحق ان يكون حتى لا يزاحمه- أو يكون له موطئ قدم يمكن من خلاله ان يكون كما يفكر بديلا عنه.
وبالمقابل هناك بعض الاشخاص لا يتورعون ان يقدموا من لا يستحق لمجرد قرابة إقليمية أو جهوية حتى يكونوا في موقع قرار يستفيد منهم حال خروجه وكلا الامرين غير مقبول.
يدخل بعض أبناء القرى الى قراهم فلا يجدوا التقدير المناسب لهم وعندما يحتكون بهم خارج إطار قراهم يفاجئون بحجم التقدير والاحترام الذى ينالونه ممن لا تربطهم بهم علاقة قرابه احيانا لا يجدون مقعدا في جلسة عامة بينما يأتي من هو اقل منهم علما وموقعا فيقابلون بالترحاب والتقدير.
هي جزء من تاريخ البشرية والانبياء وجزء من واقع العلاقات عندما تختل الموازين ولا ينزل الناس منازلهم التى يستحقونها مع انهم قدموا لهم كل ما يستطيعون من خدمة إنسانية وادخلوا السرور والفرح على كثير من عائلاتهم وفرجوا كرباتهم لا نغضب لانه كما قيل (لا كرامة لبني في وطنه).
الراي