انسحبت الولايات المتحدة والعدو الصهيوني من منظمة اليونسكو لأن جدول الأعمال تضمن مشروع قرار يسمي فيه الأرض التي بين نهر الأردن والساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط: فلسطين، ويصفها بالمحتلة.
الذين يقولون أن تلك الأرض هي "إسرائيل" مستندين في ذلك إلى أن التوراة تقول في سفر التكوين (15:18-21": "وفي ذلك اليوم بت (الرب) مع ابرام عهدا قائلا لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات، أرض القينيين، القنزيين، القدمونيين والحثيين والفرزيين والرفائيين والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين ".
ومن يتبع حجته هذه بالقول أن التوراة كلام الله، أقول له: هذا إيمانك بينك وبين ربك. هذه عقيدتك شأنك الشخصي يعود لك وحدك؛ فلا تعممها على عموم البشر.
الدين أيا كان هذا الدين، ديني أم دينك، لا يجوز برأيي الشخصي استخدامه للإجابة على أي سؤال خارج إطار المعتقد الشخصي. وإلا يفترض بأي من يستخدم الدين حجة وبرهانا على حقه في هذا أو ذاك أن يعذر أنصار داعش حينما يبررون أفعالها بحجة الدين، وقس على ذلك الكثير من الأمثلة التي لا تتسعها هذه السطور.
فلسطين هي كنعان! هي أوغاريت! والكنعانيون هم الفلسطينيون!
وحجتي وبرهاني في ذلك أن الآثار كشفت عن هيكل لإله الكنعانيين بعل-إله الشمس والخصب والإنتاج- يعود تاريخه إلى عام 2600 ق.م. قام العبرانيون بسرقة نموذجه فيما بعد ليبنوا على منواله هيكل سليمان. وهو ما كنت قد أسهبت في الحديث عنه في مقال سابق لي نشر في الزاوية نفسها "كتاب عمون" تحت عنوان: "بندول أوغاريت".
أي أن تلك الأرض كانت ومازالت وستبقى كنعانية أوغاريتية فلسطينية للفلسطينيين بغض النظر عن دياناتهم مسلمين كانوا أم مسيحيين ام يهودا! وهي ليست ولم ولن تكون يوما ما "إسرائيل".
العلم هو الحجة! الآثار هي البرهان! الدراسات والأبحاث التاريخية "الموضوعية" هي الفيصل بيني وبينك!