زعرنة إسرائيلية وعمالة عربية
سميح المعايطة
17-10-2017 09:44 PM
الدول الراسخة الواثقة بنفسها لا تهزها الإشاعات او حركات الزعرنة التي قد تصدر عن دول أو أشخاص ،وكيان الاحتلال الصهيوني حتى وان وقع اتفاقات ومعاهدات فانه لا يتوقف عن حركات الاستفزاز والزعرنة وبخاصة عندما تكون الحكومة هناك برئاسة نتنياهو .
كلنا يعلم ان العلاقات الأردنية مع كيان الاحتلال تمر بمرحلة من الفتور الشديد والسبب سياسات حكومة نتنياهو وبخاصة في ملف المقدسات في القدس ،وايضا حادثة مقتل مواطنين اردنيين في حرم سفارة كيان الاحتلال.
وكان مزعجا جدا لكيان الاحتلال ان يكون الموقف الاردني صلبا قويا في مواجهة الممارسات الصهيونية ،وكانت حادثه السفارة الأخيرة تدار من قبل نتنياهو بطريقه استفزازية ولا تخلو من الاستعراض او بلغة غير دبلوماسية بزعرنه حينما استقبل القاتل الاسرائيلي دون مراعاه لجريمته .
لكن الأردن بقياده جلاله الملك اتخذت الموقف الصلب والقوي الذي ربط بين التعامل القانوني في قضيه السفارة وقضية القاضي زعيتر وبين عوده طاقم السفارة الإسرائيلية الى عمان ،واذا ارادت اسرائيل ان تبقي على العلاقة الدبلوماسية فعليها احترام حقوق الأردن والاردنيين ،وللآن مازال طاقم السفارة في تل ابيب ولن يعود دون احترام اسرائيل للدم الاردني .
لكن حكومة الاحتلال التي أزعجها الموقف الاردني تحاول الضغط على الأردن بوسائل عديدة ،ومنها المؤتمر الذي نظمته واستضافته لعدد من النكرات او صغار العملاء للحديث عن الخيار الاردني ،وعي محاوله إسرائيلية لاستفزاز الأردن لأنها تعلم حساسية الامر ولأنها تشعر بالضيق الشديد من صلابة الموقف الاردني الذي ربط بين عودة السفارة وطاقمها والتزام اسرائيل بحقوق الأردنيين .
وبلغه تليق بممارسات حكومة نتنياهو فان مثل هذا المؤتمر هو زعرنه صهيونيه ،وبغض النظر عمن حضروا فان الأردن ليس دوله كرتونية تهزها حركات من بعض المرتزقة الذين يعملون مخبرين لدى الموساد .
اما حكاية الخيار الاردني او المشاريع التي يطرحها البعض من فدرالية او كونفدرالية بين الدولة الأردنية والمواطنين في الضفة قبل ان يمتلكوا دوله حقيقيه فربما لا يعلم البعض في اسرائيل او حتى بعض من هم بيننا ان الأردنيين أبناء هذا التراب يتعاملون مع هذه الطروحات ليس بعقلية سياسية بل بعقلية وطنية ،فالأردني لا يخطر على باله ولو للحظة ان يتخلى عن الهوية الوطنية الأردنية للدولة ،ولا عن ان تكون هذه الهوية عنوانا لكل تفاصيل الدولة ،فهذا الامر عند الأردنيين ليس محل جدل ،وكل من يفكر بمناقشته لا يمكن قبوله الا عدوا بغض النظر عن النوايا .
متوقع من حكومة نتنياهو ان تفعل ما هو اكثر فقد أزعجها الموقف الاردني القوي ،ومهما كان هناك من مؤتمرات هناك او أفكار عند اي طرف فان الأردن ليس دوله هشة ،والأردنيون يتعاملون مع كل الأفكار التي تستهدف اردنية الدولة وهويتها على انها خيانة ،ومقاومتها لا تقل عن مقاومة اي محتل .