مدى تأثير الولاء والانتماء على الوطن
د.عودة الحمايدة
17-10-2017 03:54 PM
الولاء والانتماء شعور نفسي يترجم الى طاقة تدفع الفرد للمحافظة على وطنه والدفاع عنه والمشاركة الإيجابية في أنشطته وبنائه وحباً وقناعة في قيادته ، وهو أيضاً حاجة إنسانية لا غنى عنها للأفراد وتتأثر في الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية السائدة في وطنهم ، حيث يتعزز هذا الشعور وينمو تجاه الوطن وقيادته كلما لمس الفرد أنه يعيش في وطن يوفر له حياة كريمة في مختلف نواحي حياته وتسود هذا الوطن مبادئ العدالة والحرية وتكافؤ الفرص وتوزيع عادل للثروات ، بعيداً عن جميع اشكال الفساد مما يساهم في مساعدة الإدارة العامة للوطن على تنفيذ سياساتها وبرامجها بشكل اسهل وافضل نتيجة تفاعل المواطن مع هذه السياسات والبرامج بشكل إيجابي وفعال.
وبالمقابل فإن اخفاق إدارة الدولة في اشباع هذه الحاجة ايجابياً سيدفع بالفرد الي اشباع حاجته الإنسانية هذه من مصادر بديله غير مرغوب بها وليست في صالح إدارة الدولة نفسها ، وهذا ما قد يفسر السلوك غير المفهوم للأفراد في التوجه للعنف الاجتماعي والاعتداء على ممتلكات الدولة والإرهاب وعدم الثقة فيما يصدر عن إدارة الدولة من وعود وسياسات وبرامج وغيرها.
ويأخذ شعور الولاء والانتماء بالضمور تدريجياً فقط يتحول من الوطن وقيادته الي العائلة او العشيرة او المنطقة الجغرافية الضيقة حتى يصل الي مرحلة ولاء الفرد لنفسه فقط فلا يتحرك او يتفاعل مع أي شأن في وطنه إلا من منظور مصلحته الشخصية فقط ، مما يؤدي الى تفكك المجتمع وتراجع مفهوم الولاء والانتماء على المستوى الوطني بشكل عام وبالتالي تراجعه داخل مؤسسات إدارة الدولة فتصبح هذه المؤسسات تقدم خدماتها للمواطن بأساليب انتقائية تعتمد على معايير شخصية وغير ذلك من المظاهر التي تنخر هذه المؤسسات.
لذلك كله تعمل إدارة الدول وقيادتها التي تطمح الى التطور والمحافظة على اوطانها الي تنمية وتعميق مفهوم الولاء والانتماء لدى مواطنيها من خلال ممارسة حقيقية هادفة وصادقة يلمس الفرد اثارها على ارض الواقع ، لأنه لا بناء وتطور ومحافظة على وطن دون ثقة متبادلة ومشاركة بين جميع الأطراف خصوصا المواطنة والقيادة .