facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الانتصار للحق


مصطفى توفيق ابورمان
17-10-2017 12:22 PM

من يسعفني يا ناس ويخبر النعامة أن رأسها المدفون في الرمال لم يُخْفِ مكامن الضعف لديها، وأنه (أي موّال الدفن هذا) لا يمكنه بأي حال من الأحوال حمايتها من عواصف كالطود العظيم متدافعة نحو طمأنينتها الزائفة من مختلف الجهات... أقول ما أقول وأنا يحضرني هذا التطاول المفاجئ الغادر على قامة من قامات الوطن، وحتى لا أقع في خطيئة النعامة، فسوف أسمي الأسماء بسمياتها، وأضع النقاط على الحروف:

أولاً: القامة التي أقصدها في إشارتي أعلاه هو رجل الوطن والدولة، دولة الدكتور فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان الأردني، وواحدٌ من بين 41 رجلاً نالوا ثقة الهاشميين بتعيينهم رؤساء للحكومات الأردنية التي تشكلت منذ العام 1921، وكان له وقتها توصيفات أخرى غير رئيس وزراء: رئيس المشاورين، رئيس المستشارين ورئيس مجلس النظّار.. إلى أصبح الاسم رئيس الوزراء أعلى منصب في السلطة التنفيذية.
ثانياً: التطاول جاء بمعظمه في إطار مزايدة مكشوفة نحو قضية حساسة إلى أبعد الحدود، وهي العمق العشائري للدولة الأردنية، هذا العمق الذي من شدة اتساعه ولا محدودية قضاياه، يسمح، على ما يبدو، الخوض فيه والتلفيق والقص والتلصيق براحة وطمأنينة لا تقل هشاشة عن طمأنينة النعامة الغارسة (ما تزال) رأسها في الرمال. وإلا فإن مراجعة موضوعية صادقة ناصعة النوايا الحسنة، تجعلنا نقر بما لا يدع مجالاً للشك، أن العشائرية (دثارنا وعقالنا) وظهرنا الأمين ليست معصومة عن الخطأ، وليست كاملة مُكمَّلة كما كتاب الله، وكما اكتمال الخالق جلَّ في علاه، فهي في بعض الأحيان منعت بعض المؤسسات الأكاديمية أن تطبق القوانين والأنظمة والتعليمات، وفي أخرى فرضت فزعات انتصاراً لمحقوق ضد صاحب حق. والمضحك المبكي أن كل واحد فينا وكل واحد (قاعد بقرا) المكتوب هنا، بعرف في أعماق أعماقه أن بعض ما أقوله (على الأقل) صحيح، وأن مأساتنا الكبرى في بلدي الحبيب، أننا لا نريد أن نواجه أنفسنا، ولا نقبل مراجعة حقيقية جذرية ضرورية لكثير من سلوكياتنا وأدبيات يومياتنا. العشائرية التي تَفَضَّل بعض الكتّاب وبعض أصحاب المآرب (وما أكثرهم)، وبعض (عتّيلة الأجندات) وما أشطرهم، أقول تفضلوا وتبرعوا بتعداد مناقبها واستعراض مآثرها، هي ليست كتلة مصمتة، ولا دائرة مغلقة، ولا مفردة واحدة نهتف باسمها وننام مرتاحي البال، هي في بعض الأحيان محسوبية وصول إلى غاية، وفي أخرى سيف، وفي ثالثة عبء يورِّطُ شخصٌ أهوج الآخرين فيه. هي كل ما قاله الغيورون أو مدعو الغيرة وأكثر، وهي صوت السوادي على امتداد البيدا، وعتاد الأيام العجاف، ورفعة الشرف العظيم، وتاج الفخار بعد تاج الهاشميين، وهي من حملت المؤسس عبد الله الأول برموش العين، وخاضت به الصحراء أعتاها، والصعاب أشدها، وهي ستر الحال ورأس المال. ولكنها كبرت كما كل شيء في بلدي، وتوسعت، وتغيرت، ودخل أحياناً معمعتها من لا يعرفون أعرافها ويتلعثمون بتهجئة أوصافها، وقد يسيئون لها بدل أن يحسنون.
ثالثاً: لمن استشهد بالشاعر العراقيّ مظفر النواب، فالرجل تغنى على لسان امرأة بسعود الفلاح المناضل الذي كان يدافع عن حقوق الفلاحين، ويحاول أن يرد الظلم عن المظلومين، فهي هنا إضافة لقيمتها العشائرية القبلية، فزعة إنسانية (اشتراكية) عميقة واعية، أرادها شاعر الغضب العربي بلهجة الناس، معبّرة عن أحلامهم وتطلعاتهم، وأنّات محاريثهم في صباحات التعب.
رابعاً: كلنا نعرف أن هناك من استخدم العشيرة ولم يقدم شيئاً لها. وكلنا نعرف أن هناك من ركب موجة العشائرية ليصبح نائباً في البرلمان، أو كذا أو كذا أو كذا. والحياة السياسية الحزبية بمعناها المدنيّ المجتمعيّ الدقيق، ما تزال محلياً في الأطوار الجنينية المبكرة. فلماذا (نَقْلِب) فجأة وإذا بنا نكاد نُكَفِّرُ قامةً من قامات الوطن، غيرَ مبالين حتى بالأعراف العشائرية التي لا تجيز التطاول، ولا تسمح بالعدوان، ولا تقبل مسّ خصوصيات الناس في أهل بيتهم وفي مكانتهم الاعتبارية!؟
خامساً: إن دولة فيصل الفايز، صاحب الخصال التي ذكرها كاتبٌ في مقال، هو من هو، ومن يعرفه القاصي والداني، كرامةً وطيبَ أصلٍ وحسنَ خلق، ودولته يعرف ماذا يقول ولماذا يقول وكيف يقول، وإن التصيّد في الماء العكر يستقيم فقط في الماء العكر، لكنّ النبع هنا صافي، والغدير كريم، والموج دافئ، والوطن كل الوطن يشهد بما يجب عليه أن يشهد، فهذا ابن عاكف، حيث الصخر لا يصير أباً إلا عندما ينحني للرجال الرجال، ويقرّ بأصالة المعدن، ويرتقي بفرسان الريح نحو المعارج الكبرى.
سادساً: ما أقبح (اللت والعجن، وهينا كتبنا وبعدين هينا شربنا القهوة، وبعدين هيو قال وهيهم قالوا)، وكأن كل قضايانا حُلّت (بما فيها القضية التي ركب الكل موجتها هنا قضية العرب والمسلمين فلسطين ومقدساتها وشعبها الشقيق) وما ضل غير نعرِّف المُعَرَّف ونألف المؤلَّف ونجيب من هون ونحط من هون و(نِلْحَن) وما أكثر (اللَّحن) هذي الأيام في لغة الضاد العصية على الهضم والقضم والاحتواء.
سابعاً: هذا (اللت والعجن) القبيح، صعب ينفهم في هذه الظروف، وهذا التوقيت، إلا أنه مرتبط بأجندات (الله يبعدنا عنها وعن طباخينها).
بقي أن أقول إن كرامة من منحه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ثقته، هي من كرامتنا جميعنا، أبناء وطن نقسم كل صباح بالوفاء له ولقيادته الهاشمية المباركة، ونقتسم معاً خبزنا كفاف يومنا. وإنك يا أبا غيث الغالي الأصيل أكبر من كل هذا... أوووه (قديشك) أكبر، واللي بعرفوا الناس وبميزوا المعادن بعرفوك (محشوم وما عليك زود).
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :