باشر الرئيس الامريكي اولى ايامه في البيت الابيض بوضع خطته للانعاش الاقتصادي بمبلغ 825 مليار دولار امريكي وهذه هي المحاوله الثانيه بعد ان صرف الرئيس السابق بوش 700 مليار دولار والتي يجمع خبراء عديدون بان حتى المحاوله الثانيه قد لا تؤتي يثمارها ولا باهدافها المنشوده بتحريك الاقتصاد الامريكي في ظل تقارير عديده من خبراء ومختصين في الشؤون الماليه والاقتصاديه والتي تجمع بان الاقتصاد الامريكي يواجه مشاكل وصعوبات جدا خطيره مما يتوقع لها ان تستمر تلك المعاناة لعده سنوات و تراجع الاقتصاد الامريكي والذي يعتبر اكبر ركود منذ العام 82 مما سينعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات الاقتصاديه وعلى معدلات البطاله والتي وصلت الى حد لا سابق لها حيث ان هناك تقديرات تقول بان هناك مايزيد على 23 مليون عامل سيفقدون وظائفهم خلال العامين القادمين
الى درجه ان وزير خارجيه المانيا السابق غينشر قال بان امريكا فقدت مكانتها كقوه منفرده على الساحه الدوليه سواءا على الصعيد السياسي او الاقتصادي مؤكدا بان التعدديه واقع لا محاله واردف بان سياسه بوش الانفردايه وتقسيمه لاوروبا قديمه وحديثه وانفرداه في صياغه القرارات اصابت اوروبا بخيبه امل كبيره و ونحن نضيف بكوارث كبيره على العالم اجمع على مختلف الصعد
والى ذلك هناك تراجع كبير في الثقه في الاقتصاد الاوروبي لادنى مستوى له منذ 23 سنه ماضيه وكذلك في بريطانيا والتي هي الاخرى تعاني من ازمه ماليه واقتصاديه كبيره طالت مختلف القطاعات بهذه النسبه او تلك حيث اعترف رئيس وزراء بريطانيا بان بلاده تقع في عين العاصفه الاقتصاديه وبان هناك توقعات بان يصل عدد العاطلين عن العمل الى 3 ثلاثه ملايين عاطل وهناك توقعات كبيره ايضا بان تواجه صناعه السيارات في بريطانيا بازمه حاده ومؤشراتها بان شركه نيسان قد الغت 1200 وظيفه في مصانعها الواقعه في بريطانيا
وفي المانيا تفيد تقارير عديده بان الناتج الاجمالي قد تراجع في الربع الاخير من العام 2008 والذي يعتبر هو الاكبر في الاقتصاد الاوروبي وكذلك ارتفاع مؤشرات البطاله في دول الاتحاد الاوروبي كافه وذلك بسبب الازمه الماليه العالميه وانعكاساتها الكبيره على مختلف القطاعات الاقتصاديه ومن هنا جائت نصيحه وزير الماليه الالمانيه بعدم التضليل ونصيحته بضرورة الافصاح عن الحقيقه وعدم الادعاء بان كل شيء على مايرام وتحت السيطره ؟
و الى كل ذلك يضاف تقديرات منظمه العمل الدوليه والتي تشير الى ان العالم سيفقد نحو 51 مليون وظيفه في العام 2009 وفي احسن الاحوال اكثر من ثلاثين مليون وظيفه وبان الدول الناميه ستكون الاكثر تاثرا بالبطاله واما على صعيد الدول العربيه فلقد تاثرت بهذه النسبه او تلك او لا زالت قلقه من قادم الايام وبالتالي بدات االتفكير مبكرا وباتخاذ العديد من الخطوات الاحترازيه لمواجه ما قد تحمله الايام القامه من صعوبات ماليه واقتصاديه وللتدليل يكفي ان نقول بان العجز في ميزانيه السعوديه للعام 2009 متوقع ان يبلغ 65 مليار ريال وهو للمره الاولى منذ العام 2002 بعد ان حققت ميزانيتها فائضا بمبلغ 590 مليار ريال في العام 2008 وفي الامارات تفيد تقارير بتراجع النمو في الناتج المحلي عن العام 2008
ومما ذكر من امثله فانه لمن المتوقع الى حد الشبه مؤكد بان العام 2009 سيكون عام التحديات الاقتصاديه لغالبيه دول وشعوب العالم والتي يتطلب الامر معها ترشيد النفقات والاستهلاك الى الحد الضروري و توجيه النفقات والاستثمارات الى القطاعات الاكثر انتاجيه والتكيف مع الموارد المتاحه سواء من الثروات النفطيه او من غيرها وبان سياسه التقشف وشد الاحزمه هي الخيار الاكثر احتماليه وترجيحا سواء اكان ذلك على صعيد الدول او على صعيد حتى الافراد والشركات .



salabsi@yahoo.com