لم اتردد للحظة ..حين قررت ان اكتب تحت هذا العنوان ...فحين يتعلق الامر بالبادية وابنائها لا يمكن لنا ابدا ان نقف موقف المتفرج .. .وحين قررت ان ادافع عن فيصل الفايز ...الشاب البدوي الاردني العربي.. الشهم .فانا مقتنع تماما بانني ادافع عن وريث بيت زعامة ..لقبيلة عزيزة وكريمة..لم يذكر التاريخ انه كان موئلا لخائن او فاسد او جاحد ..نعم قررت ان اكتب اليوم ..وانا اعلم بأن دولة فيصل الفايز ..هو شخصية عامة ِ.وان من يتبوأ الموقع العام او يتصدى الى المسؤولية العامة ...عليه ان يتحمل الكثير ...وإنه لمن المؤسف جدا ان ينحدر مستوى التخاطب بيننا كأردنيين الى هذا المستوى ..وانه لمن المخجل ايضا .. ان البعض من ابناء بوادينا قد خرج بخطابه عن منظومة الاخلاق والقيم والمبادئ التي طالما تغنينا بها طويلا ..واتساءل هنا ..لماذا ينسى البعض منا او لعله يتناسى ..كيف كانت بوادينا وصحرائنا. الجميلة ..مقصدا لمن اراد ان يتعلم فصاحة القول او فضائل الاخلاق وحسن الادب...ولعل من المعيب حقا ان يتعجل البعض منا ليتسقط الاخر...دونما ان يتحرك عنده احساس ..او يتيقظ لديه ضمير.....مع اننا نعلم باننا لسنا بالمعصومين ولا بالأنبياء......ومع الاحترام الشديد لكل راي او تعليق او رد استهدف ما تناقلته مواقع الكترونية من تصريحات مجتزأة وغير دقيقة لدولة رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز. ..حول العشائرية...فإنني استغرب كل الغرابة ..لمصلحة من.. كل هذه الهجمة غير المبررة والتي استهدفت وبشكل مباشر شخصا محترما بحجم السيد الفايز ...وقامة اردنية لها مكانتها . ورمزا من رموز البادية الاردنية .. .ورجل دولة من طراز رفيع...فماذا قال الفايز ....حتى تنطلق اليه السهام من كل حدب وصوب ...فهو اولا لم يسب العشائر ولم يمقت العشائرية...وهو ثانيا لم ينعت البادية بشيء ..يخدش كبريائها.ِِوكبرياء ابنائها ...وكيف لعاقل ان يتصور ان فيصل الفايز ..وهو ابن البادية وحبيبها..ان ينال من مسقط رأسه و ان يشكك في اهلية اهله وقومه وعشيرته ..ِ..وما قاله الفايز كان واضحا وجليا..ولا يحتاج ابدا اي تفسير ..كما انه لا يحتمل التأويل ...فقد تحدث الرجل في عدة محاور ..وبصراحته المعهودة وشفافيته. التي تنطلق من حرصه على وطنه وارضه واهله....ولا شك ان الفايز وكغيره من ابناء البادية...وابناء هذا الوطن الاردني العزيز ....في شتى مواقعهم ومن شتى اصولهم ومنابتهم...يحزنه جدا ما آلت اليه الحياة الحزبية في البلاد....فهو يريد ..ونحن نريد...ان نرقى بحياتنا الديمقراطية لنحقق كل ماهو جميل لمستقبل اجيالنا واوطاننا......ولكن دون ان تعني الديمقراطية ..الانفلات والفوضى والخروج على منظومة الاخلاق والقيم. والعادات النبيلة التي تربينا عليها في بوادينا واريافنا وحواضرنا ومخيماتنا...ومن منا لايريد ان يخرج من طوق العشائرية المقيتة النتنة الى رحابة العشائرية الفاضلة. ..التي تجمع الاجمل مافي الاصالة والمعاصرة ...ومن منا لايحلم كما يحلم الفايز. ..بوطن ...تتجذر فيه الديمقراطية ..وتحترم فيه الحقوق ...وتصان فيه الكرامة ...وعند الحديث عن العشائرية ..لابد لنا كابناء عشائر ان نعترف ...بانه ليس كل ماهو في بوادينا وفي عشائريتنا جميل ..وبأنه يستحق منا....الحفاظ عليه ...وان نتمترس لحمايته والدفاع عنه.....ولعل الاحرى بنا ...ان نحافظ على كل ماهو نبيل ...وجميل ...وان لا نتقوقع ابدا ضمن دوائر مغلقة ... فنعزل انفسنا عن آفاق الرقي والتقدم والحضارة..وعن روح المجتمع المدني الحي والمتطور ..صحيح. ان في جعبتنا الكثير حينما يكون الحديث عن البادية ومعاناة ابنائها ....وصحيح ان في جعبتنا الكثير من العتب على كل من تبوأوا المناصب العامة من ابناء البادية....وممن تصدر وا المواقع المتقدمة في صناعة القرار في الدولة ...حين تنكروا لبواديهم وابناء جلدتهم.. لابل حاربوهم حتى في لقمة عيشهم وارزاقهم....لكن الصحيح ايضا ان نعلم باننا لسنا وحدنا في هذا الوطن ...فالوطن للجميع ..ِ...وان الصحيح كذلك ... ان دولة فيصل الفايز ..لم يحرم ابناء العشائر والبوادي من الوصول الى مواقع المسؤولية المختلفة....ومن المهم ايضا ان يعلم الجميع ان الفايز لم يكن المسؤول عن غياب الطامحين من ابناء البادية عن مواقع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ....ولعلنا نذكر جميعا ..ِان الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ..كان اول من دعا ابناء هذا الوطن وفي مقدمتهم ابناء البوادي للانخراط في العمل الحزبي والسياسي..ِ الا ان العلة دائما فينا ..وفي ثقافة الوصول لدى البعض منا ..وفي انانية البعض فينا و ولاءاتهم الضيقة والمخزية لعشائرهم بالرغم من تحصيلهم العلمي الراقي ...وثقافة التنظير لديهم.