منذ فترة ليست بقليلة تعودت ان اكتب منتقدا ، لبعض التصرفات والافعال في المجتمع الاردني حتى اعز الاصدقاء لدى لم يسلموا من كتاباتي ، فمصلحة الوطن كانت تطغى دائما على كل مشهد امامي ، ففي الساعات الماضية انخرطت في سجال مع نفسي ومع السواد الاعظم من ابناء الوطن ، بما نسب الى دولة فيصل الفايز حول رؤيته للعشائر الاردنية ، وهنا وجدت لزاما علي ان اقف في صف الحق والعدل والمنطق ، بالدفاع عن طود لا يقبل الانكسار او الانحسار في زمن تبدلت فيه القيم والمبادئ .
تذكرت الكياسة والحصافة وبعد النظر ، التي يتمتع بها الملك عبد الله الثاني ،والتي لم تكن وليدة لحظة بل هي امتداد الى ال هاشم ايام السقاية والرفادة ، فهذا الفارس الهاشمي اصدر ارادته قبل ما يقرب من عقدين من الزمن بان يكون الشيخ فيصل بن الشيخ عاكف ابن العشيرة الكبيرة بنى صخر شيخ مشايخ "ربعه" ، "حمر النواظر" ، حيث ردد الملك هذا اللقب لعشائر بنى صخر خلال احدى زياراته الى منطقة ام العمد ، كل ما سبق يقودنا الى استنتاج ان الرديف الرئيس والسند القوي لدولة ابو غيث هي العشيرة بعد جلالة الملك المفدى .
فما اشيع يوم امس الاول عن انتقاد دولته للعشيرة ، هو حتما في غير محله لجملة من الاسباب ، فذاكرة الرجل غير مثقوبة وضميره حي لا يقبل القسمة على اثنين ، حيث شارك أجداده وباقي العشائر الاردنية في توطيد اركان الدولة منذ انطلاق الثورة العربية ، واستقبال الامير الهاشمي في جنوب الاردن ، كما انه يعلم جيدا ان العشيرة هي صمام الامان للوطن الذي نفديه بالغالي والنفيس ، وابو غيث الحاضر دائما سمع ما كان يتحدث به الحسين طيب الله ثراه عن العشيرة "العزوة" والسند والرديف ، وما تحدث ويتحدث عنها عبد الله المعزز في اكثر من مناسبة او موقف ، كما ان زعماء العشائر وعلى راسهم دولة ابو غيث ايضا كانوا ضمن حاضنة الخير التي تصدت الى شرور وزوابع الربيع العربي التي مرت "وما ضرت" على الاردن والحمد لله .
ما اثلج صدري احد ابناء العمومة كبير في السن ، يوم أمس عندما كنا نتحدث عما يدور في اروقة وسائل التواصل الاجتماعي ،فقال فيصل هو الفيصل بين الخير والشر سيبقى كبيرا عزيرا فأهله وذووه "طعامين الزاد فكاكين النشب حمايين الدخيل" ،فهذا الشيخ لا يشتم اهله ، فتألق يا سيدي فالله معك وسيد البلاد معك والعشائر التي تحب ، على يمينك وشمالك ، فما حدث لا يتعدى زوبعة في فنجان وسحابة صيف عابرة ستبقى شيخا للعشيرة منتميا للوطن والقائد .