تصريحات جدلية اطلقها رئيس مجلس النواب السابق عبد الهادي المجالي ابان حله لحزبه - حزب التيار الوطني - قائلاً إنه لا يوجد إرادة سياسية للعمل الحزبي، مؤكدا أن العمل الحزبي هو مجرد عمل ديكوري، وحسب.
اللافت للانتباه بنظري انا، الشاب المقبل على الحياة، ان الحزب وهو الأصل في الديمقراطية قد تم حله من قبل رئيسه اي ان المجالي قد قرر ان يحله ثم بعد ذلك سيعقد اجتماعا للتصديق وذلك بحسب ما اخبر به المجالي ذاته في الاجتماع.. اذن ماهية الاحزاب لدينا وهل شخص واحد كفيل بأن يحل الحزب؟ هل نحن امام حزب سياسي ام مضافة؟
لو تأملنا في فكرة الحزب في الأردن فهي معظمها نتاج اجتماع رجالات وطن كما يُدعون، قد احيلوا اما للتقاعد او قد تبوؤا كافة المناصب وختموا جميع الألقاب، ليأسسوا حزباً ويستحضروا مكتباً ونفقات ومؤتمرات.
معالي المجالي، او سعادتكم فكافة الألقاب تليق بكم، صدقت حيث قلت ان الشعب الأردني لديه قدرة هائلة للمشاركة في الأحزاب، لكن هل هناك استقبال من قبل احزابكم؟ وهل على الحكومة ان تدعم الحزب؟ فالحزب الحقيقي هو الند للحكومة لأنه يعتمد على قوة الشعب والمصلحة العليا للمواطن، والحزب نظراً لأنه ليس حكومياً او رسمياً فهو الشعب، ولا ينتظر من الحكومة ان تدعمه، او تلين له الطريق. فاذا كانت الأحزاب بحاجة الى الحكومة للتبلور؟ فكيف ستستطيع غداً ان تؤسس حكومات وتتخذ قرارات؟
احزابنا هي اما برئاسة دولة او معالي او سعادة، وهي ايضاً بمشاركة معالي ودولة وسعادة وعطوفات، وهؤلاء المتبوئون مناصبهم الحزبية لا يظهرون اي اجندة واضحة وجل اهتمامهم هو ذات الشعارات المستخدمة في الانتخابات النيابية.
اقامة حزب يحتاج الى فكرة جوهرية يجتمع عليها مجموعة من المواطنين، وغاية الاصلاح ليست حكراً على حزب فكافة الأحزاب ستنتهج الإصلاح ففي النهاية كلنا نحب الوطن.
أختتم بأن ما قاله معالي عبد الهادي المجالي هو المشكلة وتشخيصه للحزب بشخصه هو جوهر مشكلتنا، ليس فقط في ما يخص الأحزاب بل في كافة سياساتنا فنحن نعمل على تخصيص السياسة حد الشخصنة، ليصبح الشخص هو فكرة سياسية وهو الحل.