الأردن والمصالحة الفلسطينية!
رجا طلب
16-10-2017 12:58 AM
حاولت بعض وسائل الاعلام العربية والاجنبية وبعض السياسيين العرب والاردنيين تصوير المصالحة بين حركتي فتح وحماس التى انجزتها مصر بجهد منفرد بمثابة «تقزيم « للدور الاردني في القضية الفلسطينية، واعتبرت هذه الجهات غياب الدور الاردني في هذه القضية الحساسة هو غياب غير مبرر، كما انه يعكس فقدان دوره الاقليمي على حد رأي رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد الذي يقول لموقع «عربي 21 » تعليقا على
الموضوع «للأسف الشديد فقد الأردن دوره الإقليمي ويواجه الإعصار القادم مكشوفا من الدعم الشعبي وتابعا للمواقف العالمية نتيجة لسياسته الرسمية ومواقفه الدولية، الأردن يملك نوافذ العبور نحو المستقبل، سياسة فتح النوافذ تحتاج إلى جرأة وثقة، الأردن إلى أين؟».
قد يكون بعض تلك الشخصيات والجهات الاعلامية يتكلم « بحرقة « الحريص على العلاقة المصيرية الاردنية – الفلسطينية، او بدافع الغيرة الوطنية على الاردن ودوره الاقليمي، ولكن بعض ذلك البعض حاول التستر بالحرص من
اجل النيل من دور وقيمة الاردن على صعيد القضية الفلسطينية وعلى الصعيد الاقليمي والدولي ، ويبدو ان هؤلاء تناسوا جملة من الحقائق في هذا الشان ومنها ما يلي:
اولا: ان مصر تولت ومنذ حدوث الانقسام في صيف عام 2007 هذا الملف والذي كان يشرف عليه مدير المخابرات المصرية الراحل عمرو سليمان ، والقاهرة ولاسباب عديدة مؤهلة لتولي مهمة الاشراف عليه لكونها كانت ومازالت تملك علاقات متوازنة بين الطرفين « فتح وحماس « وبقية الفصائل الفلسطينية ، كما ان مصر تولت ايضا ملف التهدئة ووقف الاعتداءات الاسرائيلية المتتابعة على قطاع غزة منذ عام 2008–2009 مرورا بعدوان 2012 وصولا لعدوان 2014.
ثانيا: هناك تفهم وتنسيق على اعلى المستويات بين الاردن ومصر في عهد الرئيس مبارك والعهد الحالي بشان الوضع الفلسطيني بعامة والوضع في غزة بخاصة وعلى ارضية ان قطاع غزة يعد جزءا من الامن القومي المصري ، وقد أثبتت الاحداث الارهابية خلال فترة حكم مرسي ضد الجيش المصري في سيناء والعريش مدى دقة هذه النظرية ، وبرهنت الاعتداءات المبرمجة على انبوب الغاز المصري الذي يزود الاردن عبر مدينة العقبة على ان منظومة الامن الاقليمي بين مصر والاردن هي منظومة واحدة ومتكاملة ولا تنافسية فيها اطلاقا.
ثالثا: ان الاردن لعب ومازال يلعب دورا مهما في الحفاظ على جوهر القضية الفلسطينية الا وهي المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وكان لدوره منذ تولى حكومة نتانياهو اليمينية المتطرفة عام 2009 الى اليوم الدور الاكبر في لجم وافشال سياسات التهويد للمقدسات الاسلامية في القدس وحماية عروبة المدينة والدفاع عن اهلها ، وهو الدور الذي اقر به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في اتفاق « الوصاية والسيادة « الموقع بعمان في نيسان من عام 2013 والذي يعطى جلالة الملك عبد االله الثاني صلاحيات الخدمة المقدسة للاماكن المقدسة في مدينة القدس والتى جاءت
في المادة 2-1 ونصها: يعمل جلالة الملك عبد االله الثاني ابن الحسين بصفته صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة في القدس على بذل الجهود الممكنة لرعاية والحفاظ على الأماكن المقدسة في القدس وبشكل خاص الحرم القدسي الشريف.
لا الاردن ، ولا مصر لديهما طموحات في استثمار « الورقة الفلسطينية « فالبلدان لم يعملا على انشاء فصيل مسلح اوميليشيا تابعة لهما باسم فلسطين واستمرا طوال عقود طويلة وتحديدا منذ قرار قمة الرباط عام 1974 الذي اعتبر منظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني يدعمان الشرعية الفلسطينية باقصى طاقاتهما وتحديدا في الزمن الذي تعرضت فيه الشرعية الفلسطينية في عهد الزعيم ياسر عرفات الى اقسى انواع المؤامرات من قبل نظام حافظ الاسد الذي مارس ابشع الوسائل لامتلاك الورقة الفلسطينية واسقاط شرعية عرفات وتنصيب شخصيات « كرتونية «
تابعة لاجهزة مخابراته لتكون قيادة بديلة.
الراي
Rajatalab5@gmail.com