يستخدم الأشقاء السوريون مصطلح «أخرس غربة» عندما يريدون أن يصفوا حال أبناء بلدهم الذين غادروا إلى أوروبا طلباً للجوء ..بمعنى أن هؤلاء لا يجيدون اللغة هناك ، وان أجادوها لا يستطيعون البوح بأوجاعهم وأحوالهم خوفاً من «الترحيل» أو الإبعاد..
على ما يبدو أن المواطن هنا سيكون «أخرس وطن» وفق قانون الجرائم الإلكترونية الجديد الذي سيكون «فري سايز» يلبس الجميع ويناسب مقاس الجميع، إذا ما أرادت الحكومات.. أي انتقاد لمسؤول أو سياسي فاسد سيجرّم بإغتيال الشخصية وإثارة النعرات الطائفية والعرقية والقبيلة ويحول الكاتب والناشر والمعجب بهما إلى المحاكمة ، فكل حبال الجرّ ستكون في اليد الخفية، و من يريدون تأنيبه أو تأديبه أو قصقصة أظافره ما عليهم سوى التحويل وفق قانون الجرائم الالكترونية الجديد الذي فيه من البنود أكثر من بنود شركات التأمين..
أنا أقترح بما أن الحكومة ماضية في تعديل القانون وخنق التعبير وتحصين المسؤولين وسياساتهم وتنزيههم عن الانتقاد أو نشر تجاوزاتهم وفسادهم والعودة إلى سابق عهد ما قبل الربيع العربي والتخلف في مسألة الحريات ...أنا أقترح أن يصار إلى العمل بقانون «البُشعة» التي كان يستخدمها القضاء البدوي في السابق حيث كانت تسخن المحماس لدرجة الاحمرار ثم يتم طبعها على لسان المتهم ..هنا نستطيع ان نستخدم «البُشعة الاليكترونية» لمعرفة اذا كان المدان هو صاحب التعليق أو «الشير» أو لا..
خطوات البُشعة»الاليكترونية»:
• يُوضع «الماوس» في النار حتى يُصبح قاعه شديد الاحمرار .
• يُخرج المبشَّع «الماوس» ثم يفرك به ذراعه ثلاث مرات لكي يؤكد أن النار لا تضر الأبرياء.
• يمد المبشع»الماوس» إلى الشخص المتهم ويقول له « أبشع « .
• على المتهم أن يمد لسانه للحاضرين كي يريهم أن لسانه سليم وليميزوا حالة لسانه قبل البشعة وبعدها .
• يلحس المتهم – عدم المؤاخذة- «الماوس» ثلاث مرات وهو بيد المبشع ثم يتمضمض ببعض الماء..إذا ظهر على لسانه أي أثر للنار قالوا « مذنب» حولوه على الجويدة وإلا فهو بريء .,ويستطيع ان يمارس نشر «البوستات»...
حتى لو اقر القانون الجديد..فهذا لن يعجزني عن التعبير ، فإن لي أصابع سأستخدمها بكل الاتجاهات والانحناءات ..كل يوم على البلكونة أقف واشبر واستخدم جميع الأصابع حول من أريد ثم أدخل وأنام ..و»زلمة يثبت ادانتي»!...فأنا «اخرس وطن»..و»الأخرس» لا يدان بطول اللسان أو القدح!
الراي