عظم الله اجركم أيها الأحزاب
قرار حزب التيار الوطني الاردني بحل نفسه يعني فقد الحياة السياسية لأحد ابنائها، وعصفا سياسي من العيار الثقيل، يستوجب التوقف عند محطات في غاية الأهمية .
أولها الأسباب الموجبة لهذه الخطوة والمتمثلة كما أعلن الحزب بغياب الإرادة السياسية لعمل حزبي فاعل ومنظم، بعد ان تأكد بان العمل الحزبي في الأردن ليس إلا ديكورا هامشياً،
هذا التوصيف ينسحب تلقائيا على مجمل الحياة السياسية مثل الانسياب في الأواني المستطرقة ، بعض النواب -حسب بيان الحزب- او كثير منهم يتعرضون لضغوط تجبرهم على التصويت خلافا لقناعاتهم، وهي الظاهرة التي عبر عنها بعض النواب بما يسمى -نواب ال الووو- .
تجويف البيئة السياسية من مضمونها وضع المبادرات والعناوين السابقة بما فيها الأوراق النقاشية الملكية في الأرشيف السياسي المثقل بالألعاب الديكورية، واذا اردنا ان نواجه الحقيقة فلنبحث عن الأشباح المتنفذة والقادرة على تهشيم الحياة السياسية والسيطرة على مفاصل المجتمع والتحكم بالمنح الدراسية والوظائف الصغرى والعليا ،
فمن هي الجهة التي تملك العصا والجزيرة ؟
سيقول بعض المسئولين ( في الأردن عشرات الأحزاب ومثلها تحت التأسيس ولن تتوقف الحياة بفقد عزيز) !.
هذا الزعم يعني عدم الإحساس بالمعاناة والألم والاستمرار بمسار التيه والضياع.
البداية تكمن بتوفر الإرادة السياسية بالإصلاح القادرة على تشغيل العجلة والإقلاع، وبغيرها فإننا نحرث البحر ونستنبت البذور في الهواء، يزعجنا صخب الجعجعة دون أن نحصل على حفنة طحين واحدة .
لسنا في سعة من امرنا والازمات تحاصرنا من كل صوب، والنهوض لن يتحقق بهذا النهج الذي أوصلنا الى حافة الهاوية .