مع كل تغييرات الحياة التي تحاصرنا إلا أنه ظهر لنا وجه جديد على الشارع الأردني ونجح في إثارة نقلة نوعية في الشارع الأردني وأعاد بهذه النقلة فائدة كبيرة لبلادنا، ليس من ناحية واحدة فقط وإنما من نواح عدة، ألا وهو المواطن البسيط الذي كانت اعظم احلامه المستحيلة أن يكون صاحب قرار، فيغير كل ما يشكل معاناة لدى المواطن الأردني وخاصة الطبقة الفقيرة .
وأتى ذلك اليوم الذي اصبح فيه من أصحاب القرار وباشر عمله والغريب بالأمر أنه لم يستقبل التهاني في بيته إنما ترك منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب فيه أنا أعتذر منكم عن استقبال التهاني بسبب عدم وجود الوقت الكافي، وغدا أول يوم سأكون فيه وراء مكتبي وغدا سيكون أول إنجاز لي عدم خضوع أي فقير للضريبة وسأستقبل تهانيكم بشهادتكم لي بنجاحي بالإنجازات التي سأقدمها لوطني، كما أنه قام فور استلامه السيارة الحكومية قام بأمر توقيفها عن العمل وأوقفها أمام منزله المتواضع الذي لم يغيره، وبقي هذا المنزل بين أبناء مدينته فالحي الشعبي لأهله والغريب بالأمر أنه لا يستخدم السيارة الحكومية إلا لأغراض قليلة وللاجتماعات الهامة، وعندما تم سؤاله لماذا لا تستخدم السيارة الحكومية مع أن وقودها حكومي متاح لك فكانت إجابته لعل توفيري للوقود يكون دخل لمواطن فقير محتاج، وبالتالي قلة استخدامي للسيارة سيسهم في قلة الصيانة لها ولعل ذلك يسهم في تخفيض العجز لموازنة الدائرة التي أتبع لها ، والغريب بالأمر أن كل ما يحصل أي أخطاء من موظف تحت سلطته لا يحاسب الموظف فقط إنما يصعد الى الأعلى منه ، وعندما سأل عن تصرفه هذا كانت إجابته عندما لا تعمل حنفية المياه لا أصلح الحنفية فقط إنما أصلح الخط المورد لها أيضا وحتى لو كان هذا الخط المورد لها أنا سأصلح نفسي وبهذا لا أكون خسرت منصب إنما ساهمت في إصلاح الموظفين بالتدريج من أعلى القمة الى أسفلها، لعل وعسى من يأتي بعدي يستغل الوضع الإصلاحي ويستمر على مسيرتي وبالتالي سينخفض العجز في موازنة الدائرة وبالتالي سيسهم في تخفيض العجز في موازنة دولتنا الحبيبة !
لو كل مسؤول تصرف هكذا فكيف سيكون الوضع الاقتصادي والإصلاحي لبلادنا وكم سينعم المواطن الأردني برفاهية تامة وقلب مطمئن وكم سنتغلب على الفقر في بلادنا لأن ما سيخفف العجز بالموازنة سيزيد المواطن رفاهية ولكن حتى أنا كنت أحلم وأنا أكتب أن يكون الأمر هذا واقعيا من حولنا لكن للأسف...
كان حلما واستيقظت منه في هذه اللحظة وأنا لا أخص أحدا ولا أجمع الجميع وأنا أنشد عن الحال الذي نعيشه لعله يتحقق ذلك الحلم ونعيش في نعيم !!!