نريد إصلاحا لا يصيب مصالحنا بسوء .. هذا ما نحن عليه
15-10-2017 05:22 PM
عمون - لقمان إسكندر - لا زلنا بعيدين عن الإصلاح، ليس لأن الدولة ترفضه. الدولة تفعل ما نحن عليه حقا. دوما ما كانت الدولة تتشكل على هيئتنا.
ننظر الى المرآة، لنطمئن أننا بخير. فنصعق كل مرة نرى فيها ملامح حكومتنا. أيعقل ان هذا نحن؟ كل شامة، وكل حفرة، وكل شعرة، وكل تجعيدة في وجه حكومتنا هي تجعيدتنا نحن. نحن هي تماما.
هل تجرؤ الدولة على الاقتراب من مآذن عمان؟ لا تجرؤ. لماذا؟ لأنها تدرك أن الناس تغضب حقا. في المقابل، هل تجرؤ الدولة على أن تقرر منع تعاطي التبغ؟ لا تجرؤ؟ لماذا؟ لأن الناس يدخنون بشراهة.
دعونا من تشدقنا. ما نريده حقا هو إصلاح لا يصيب مصالحنا بسوء. هو فصام سياسي واجتماعي واقتصادي.
هل حقا نريد الاصلاح أم ان ما نريده هو ان نرسم سكة لعربة إصلاح نميلها عن الطريق، كلما اقتربت من مصالحنا؟
سيتمتم البعض أن هذا تدليس. فالدولة مسؤولة عن النهوض بالمجتمع. نعم. صحيح. لكن ماذا لو لم تنهض؟ هل نسقط؟ لماذا نرى البعض يدرك ما يدور حولهم، وآخرون وكأنهم مجبولون على العمى؟
صحيح أن الدولة تستدرج الناس إلى ما تريده هي، عندما تتحسس فيهم"التمنّع المرغوب". تستدرجهم وتميل لهم في القول، فنطمع، وفي أنفسنا مرض.
لكأنا لسنا جديرين بنا؟ كأن فينا كل ما فينا من تناقضات الارض؟ هل هذا جلد للذات أم رسم لخريطة الواقع؟
في أية حال. لسنا وحدنا في ذلك. البشرية كلها عادت إلى ما كانت عليه من جاهلية.
صنعنا لأنفسنا تماثيل وهمية، وصرنا نأكلها كلما جعنا. لا. لسنا قريبين من الاصلاح. والدولة أقرب منا إليه.
دع الدولة ترفع ما تشاء من أسعار. فمن رَفَعَ نحن. ومن مَنَحَ نحن. ومن تَجبّر علينا نحن. الدولة آخر المتهمين. وأول المدافعين عن حقوقنا.
هل كانت الدولة ستنجح في شطر جماعة الاخوان المسلمين شطرين لولا مساعدة الاخوان أنفسهم؟ هل يمكن لها أن تعبث بـ "الحراك" لو أنه رفض اقترابها منه؟ الدولة تستدرجنا نعم. لكننا الراغبون رغم تمنّعنا.