لأنه هاشمي ذو نسب كريم يمتد إلى بيت النبوة المشرفه ، ولأنه عربي أصيل يمتد نسبه إلى قريش "اعرق" قبائل العرب وأكثرها مجدا وعزه ، ولأنه أردني حر أصيل تحدّر من أصلاب ملوك هاشميين كرام قضوا كراما كما عاشوا كراما مخلصين للوطن وللعروبة وللإنسانية والدين ، ولأنه قبل هذا وذاك إنسان بكل ما في الكلمة من معنى ، حيث التواضع والبساطة والواقعية وكرم الخلق الرفيع.
نعم لأنه كل هذا وغيره كثير من جميل السجايا وطيب الخصال ، فنحن نحب الملك ونحترم الملك ونجلّ الملك ، ونقبل به قائدا ورائدا ورمزا له منا العون والوفاء والثناء والتقدير.
هذا هو الملك وهذا هو شأنه في نفوسنا نحن الأردنيين كافة ومن كل المشارب والأطياف ، سياسيا.. لا نرضى بغير أسرته الكريمة جامعا مشتركا لنا جميعا وبلا استثناء. وعقائديا.. لا نخال أن هناك من هو أحق منه بقيادة الركب صوب الحق والتقدم والإنجاز. اجتماعيا.. لم نألف غير الهاشميين قادة منذ اليوم الأول لقيام الدولة. عروبيا.. لم نعرف أحدا يمكن أن يتقدم الصفوف سواه بمؤهل وطني قومي راشد وبامتياز. وإنسانيا.. لا نرى أحدا يملك من هذا المخزون العظيم ما يملكه الملك والأسرة الهاشمية الماجدة.
هذا هو الملك وهذا هو شأنه ، ليس بيننا وبينه حواجز أبدا إلا بقدر ما "ينجح" بعض العاملين في ديوانه عبر المراحل في تحقيقه ، ولغايات تخدمهم هم وحدهم دوننا ودونه. نجرؤ في حضرته أن نقول كل شيء. لا بل يتملكنا الإحساس بالأمان لمجرد أن نراه. نرى فيه القدوة مثلما يرى فينا العزوة. نغضب أو نعتب وقد نذهب بعيدا ثم ينتهي كل شيء فورا بمجرد أن يطل الملك.
بيننا وبينه عهد إنساني غير مكتوب أو مدون ، لكنه محفوظ في النفوس المؤمنة ومحال أن يتبدل لسبب مهما كان. نعم هذا هو الملك وهذا هو شأنه ، سهل أن تراه وصعب أن ترى بعض من هم دونه ، يسير أن تتحدث إليه بما ترغب وصعب أن تتحدث إلى بعض من هم دونه ، ولهذا فالناس ترتاح إليه أكثر من سواه.
في عيد ميلاد الملك.. نجدد رفضنا القاطع لأي حديث يرمي إلى إعادة النظر بجوهر الحكم وفق ما نص عليه الدستور ، ليس لأننا ضد التطور كما يعتقد الجهلة وأغبياء العصر ، وإنما لأننا على قناعة بان للمملكة الأردنية الهاشمية خصوصياتها التي لا مجال لتجاوزها أبدا ، وهي خصوصيات نحن على يقين من أنها تخدم مصالح الجميع هنا على الأرض الأردنية لا فئة دون أخرى ، أما أولئك الطيبون الداعون لما يسمونه "مملكة دستورية" يعاد النظر فيها بالصلاحيات والمهمات ، فلهم أن يعلموا إن أرادوا أن ذلك "تطور" يأخذ الجميع نحو الهاوية ويدخل البلاد والعباد في جدل يبدأ ولن ينتهي ، وصراع على المصالح والمغانم والمكاسب ، ودوامة ضياع سنكون جميعا مادتها وضحاياها.
في عيد ميلاد الملك ، نعم للمملكة الأردنية الهاشمية بهيئتها الدستورية الحالية ، ولا لأي "مساس" مقصود أو غير مقصود بالدستور. نعم لحزب يشكل الحكومة وفق المجريات الدستورية الراهنة ، ويجسد التداول السلمي للسلطة بإرادة الشعب ثم بقرار الملك ، ولا لحزب يحكم وفقا لمجريات دستورية مستجدة خلافا لمصالح الشعب وقرار الملك.
وكل عام والملك بخير والوطن بخير والأمة بخير.
She_abubakar@yahoo.com