تتداعى كتلة التيار الوطني التي يرأسها المهندس عبدالهادي المجالي ، تحت وطأة "الزلازل الصناعية" ، ويوما بعد يوم ، يسعى عرابو الكتل البرلمانية الثانية ، لخطف رجال الكتلة ، لتقوية كتلهم.
رئيس وزراء سابق ، يقول في مجلسه الدافئ ، انه لا داعي ، اساسا ، لوجود كتل كبيرة ، والرأي الذي يقول ان هناك حاجة الى كتلة "وطنية" كبيرة ، رأي مجروح ، فهو يعني ان بقية الكتل غير وطنية ، وحين اسأله ، عن سر هذا التكتل ولماذا يتم الصاق النواب ببعضهم البعض ، بواسطة "الآغو" في هكذا كتلة ، يقول ذات الرئيس السابق ، ان هذا كان خطأ كبيرا ، فلا توجد ، اصلا ، معارضة ، في البرلمان ، ولا يوجد ، اي داع للتكتل في وجه ، تيارات غير موجودة ، بل ان جميع التيارات الاخرى شبيهة ، بالتيار الوطني ، بشكل او اخر ، ويصر دولته على رأيه بضرورة تفكيك التيار الوطني في البرلمان ، واعادة الكتلة الى حجمها ، الذي لا يراه اكثر من خمسة وعشرين نائبا مؤمنا بعقيدة التيار.
مجلس النواب ، يغلي ، ومفاتيحه التاريخية ، تنمرت وعبرت عن غضبها ، بوسائل مختلفة ، لاعتبارات شخصية ، احيانا ، ولاعتبارات عامة ، في حالات اخرى ، والواضح ، ان هناك شحذا للسكاكين ، لحز عنق التيار ، عبر تحريض نواب فاعلين عليه ، وعبر الاراء الحيادية ، التي لا ترى ان هناك اي سبب ، لمثل هذا التكتل ، فجميع الكتل الاخرى ، قادرة على اتخاذ نفس المواقف ، كما ان عددا من اعضاء كتلة المجالي ، صار يعبر صراحة ، وعلنا ، انه غير مقتنع بهذه الكتلة ، وان وجوده ، لم يكن قراره ، وان الجو اختلف ، وان رئاسة المجلس ، باتت عرضة لتغييرات في الدورة المقبلة ، وهكذا تتناسل الاشاعات والمعلومات ، حول اعادة انتاج للقوى داخل مجلس النواب.
شخصيا ، اعرف عشر محاولات ، على الاقل لاقناع نواب من كتلة المجالي ، وسحبهم باتجاه اخر ، وعمان التي لم تشهد المطر ، منذ اربعين يوما ، تشهد مساءاتها ، استمطارا صناعيا ، لكتل جديدة ، ولتقوية كتل موجودة ، ولمغازلة نواب معلقين بين كل الكتل ، وكثيرون يروجون ان المجالي ، لن يكون اللاعب الاساس ، خلال الشهور المقبلة ، وان هناك توجها ، لتعميد بعض الشخصيات ، لرئاسة المجلس ، في الدورة المقبلة ، ويبدو واضحا ، ان "الشخصي" يختلط بـ"العام" وان الشكوى والمناحة من الغراء الذي تم وضعه على ظهور النواب ، للصقهم ، في مقاعد لا يريدونها ، شكوى ومناحة لا تتوقف ، على الرغم ، من معرفتنا ، انها شكوى كيدية ، ومناحات يتم توظيفها للتنصل من مراحل ، وللقفز كالضفادع على كتف مراحل اخرى.
لا اظن ، ان شخصية مثل عبدالهادي المجالي ، قابلة للطي تحت الابط ، بهذه البساطة ، فالرجل كان عصيا ، على التكسير ، طوال سنوات ، من جانب خصومه ، والرجل ، ايضا ، لم يكن خيارا قسريا ، والرجل ايضا ، تفتحت حدقات عيونه ، طوال عمره ، على محاولات سحب البساط ، من تحت قدميه ، ويعرف اليوم ، ماذا يجري بالتفصيل ، خلف ظهره ، وهو على حد ماسمعت ، طلب من اصدقاء وندماء ، ان يولولوا ويطرقون ابواب اخرى في المجلس ، حتى يكتشف عبرهم ما الذي يجري تحديدا ، في الكتل الاخرى ، اي ان بعض الذين يعلنون رغبتهم بالهروب من كتلته ، هم في "مهمات عمل" ، كلفهم بها المجالي ، حتى يقرأ ، كل مايجري في مجلس النواب ، بطريقته الخاصة ، والذي سيتضح ايضا ، ان نبوءة احد العارفين ، بانهيار التيار الوطني خلال اربعة اسابيع ، قد تكون نبوءة مغشوشة ، سببها "وحي" ادعى الرسالة،.
شعبيا ، الناس لا تنظر الى مجلس النواب ، بأي ثقة ، بل هناك حالة كبيرة من الشك ، والنقد الشديد ، لاداء النواب ، وامتيازاتهم ، وكل ما يحصلون عليه ، وكل ما سيحصلون عليه ، واذا تم حل مجلس النواب ، فلن نجد من يأسف على شبابه ، وهذه اللعبة بين النواب ، تجري تحت القبة وبعيدا ، عن اولويات الناس ، التي تعاني اقتصاديا ، وبعيدا عن نبض الشارع ، الذي يريد صدقا لمرة واحدة فقط فيما يقوله كثيرون ، وان يتذكر النواب ، واجباتهم والادوار المكلفين فيها دستوريا ، بدلا من لعبة "الرباطيات" وتشكيل المجموعات وفرطها ، وهكذا دواليك.
نواب التيار الوطني ، عليهم العين ، من كل الجهات ، هذه الايام ، وعين المجالي ، ايضا ، لم تغمض ، الايام الماضية ، وسنحتاج الى وقت كاف حتى نتأكد من سينتصر في هذه المكاسرة ، التي بدأت ، كدليل ، على اننا لا نرتاح الا اذا واصلنا مكاسرة بعضنا البعض ، طوال عمرنا ، وتركنا غيرنا.. ليتفرج على المشهد.
هل سيكون "الآغو" هو شعار المرحلة بحق.. شمّاً ولصقاً؟
m.tair@addustour.com.jo