يفرح جيلنا لهذا النمو السريع للعاصمة عمان وبمختلف اشكاله السكاني والعمراني والاقتصادي والصحي والعلمي والثقافي وغيرها فسكانها عند اعلان الاسقلال العام 1946كان نحو 40 الفا ليصل في هذه الايام الى نحو اربعة
ملايين.
وأتذكر أن جبل الجوفة الذي سكناه منذ العام 1955 وحتى الان كانت مدرسة خالد بن الوليد هي آخر حدود عمان الجنوبية، وفي هذا الجبل الجميل والمطل على القصور الملكية وكافة الشوارع القديمة الرئيسية للعاصمة شارع
المحطة وشارع الهاشمي وشارع المهاجرين كما كان يسكن في جبل الجوفة سمو الامير نايف بن عبداالله والفريق احمد صدقي نائب قائد الجيش العربي والعديد من كبار الضباط الانجليز في الجيش العربي قبل تعريبه العام 1956.
كما ان هذا الجبل كان اقرب الجبال العمانية الى قلب العاصمة فمن شرفات منازلنا شاهدنا حفل زفاف الملكة دينا الى الملك الحسين اضافة
الى مشاهدات اخرى منها مظاهرات شعبية حاشدة للتنديد بالعدوان البريطاني الفرنسي الاسرائيلي على مصر العام 1956 ..ومظاهرات لتأييد ثورة الجزائرالباسلة.. وغيرها
كما اتذكر ان ذهابنا الى الجسور العشرة قرب جبل الجوفة كان من الطلبات التي طالها الحذر من والدينا في تلك الايام العصيبة وإذا اخترقنا هذا الحذر فإن والدينا لهما الرحمة يقومان بضربنا.امي بالعصا وابي بالركلات...!
كما كان العبدلي هو باب عمان من الغرب فهناك كانت تواجهك لافتة خلف وزارة التربية والتعليم الان لتقول لك وللعابرين: أمانة العاصمة ترحب بكم.. كما ان امتحان قيادة السيارات كان يجري ما بين باب العبدلي وساحة فيصل في قلب العاصمة..!
كما ان الدوار الثاني بجبل عمان كان باب عمان الغربي ويقع فيه مجلس الامة للنواب والاعيان والكلية العلمية الاسلامية ومدرسة زين الشرف الثانوية للبنات والشارع هذا خاو من البنايات وسكانها حتى بلدة وادي السير باستثناء قصر زهران. الان عمان متصلة بمدينة السلط ومدينة الزرقاء ومادبا وجرش وغيرها.
ما يلفت نظرنا والكثير من زوار عمان بين الفينة والاخرى هذا النهوض الساحر والمبهج وبدون توقف.. للعاصمة عمان وهو نهوض عمراني وصناعي وزراعي وعلمي وثقافي وفني وغيرها... والاسباب كثيرة لتصاعد هذا النمو فعمان هي اكثر المدن في الشرق الاوسط استقطابا للاستثمار كمنصة سريعة للنمو اضافة الى جذبها للهجرات الداخلية والخارجية ولاسباب كثيرة فهي المدينة العربية الامنة وربما تكون الوحيدة في المنطقة العربية.الان.
زميل صحفي اوروبي تعرفت عليه في مهرجان جرش الاول العام 1983 تم عاد ثانية بعد سنوات وللمشاركة في مهرجان جرش ايضا ليجد احياء جديدة قد ولدت ومنها حي خلدا..فأعلن دهشته أمامي وقائلا: «عمان كالزنبرك..!»
الراي
odehaodeha@gmail.com