الملقي الذي كسب نفسة ورضا أمه
د.مهند مبيضين
13-10-2017 07:34 PM
عمون- غالباً ما ننتقد أداء الحكومة، قد يعتب دولته، قد لا يرى، قد لا يهتمّ أو يهتم، وقد يحدث كل ذلك، نحن المواطنون، وهو كلُّ الدولة، لكنه مثلنا، يأمل بالناجح، وأن لا يُخيب أملنا به، هو بشر في الخطأ والصواب، والأجتهاد، لكن تظل ألسنة الخلق أقلام الحق.
من باب الحق، فلدولته ولاية على أمر البلد، وهو يحمل الهم والتعب، وينوء عنه كل تعب، لكنه تعب الوطن ومشكلاته، لكن الأقدار ساقته إلى المجد، فإن أحسن له بمثل ما فعل أضعافاً من الأجر، وإن أجتهد فله أجر الاجتهاد صواباً وخطأ.
هاني الملقي، يظلُّ من هذا المجتمع، وهذا الوطن، يعرف أن ثمة أب أو أم يرون أن كل ما لديهم هو مستقبل أبنائهم، فإن باعوا كل شي لتعليمهم، تظلُّ الكفالة على الدولة، وتلك السيدة الأم التي التقط صورة لقائه معها في الجنوب في قرية "دبة حانوت" الصديق الشاعر عارف البطوش واسمتع لها أبا فوزي، قد تكون وجهاً لكل الأمهات من الغلابى والمساتير، فقد أحسن إليها بالانصات والتصرف النبيل واعتبر نفسه إبناً لمحتاجة لا تطلب سؤألًا، فمدّ كفه الندي بما استطاع إليه سبيلا، فكان رزقاً ساقه إليها منه، فله الشكر.
في سجايا الرئيس ما لا نعرفه، أو يعرفه المقربون منه، وفيه من شيم الطيبين وأهل الرضا، صديق اخبرني عن دولته، أنه حين كان في مصر سفيراً، كان يقطع العمل ويجيز نفسه وينقطع لرعاية والدته في المرض وحاجتها إليه رحمها الله، وما اجمله من انقطاع لأجل البر ورضا الوالدين. وهو اليوم بعد فراقها، في رأسه بيت الشاعر الكبير أبي العلاء المعري:
أَحِـنُّ إِلَى الكَـأْسِ التِي شَـرِبَتْ بِهَـا
وأَهْـوَى لِمَثْـوَاهَا التُّـرَابَ وَمَا ضَـمَّا
ليس ما نكتب تزلفا أو نفاقاً، فلا نريد منه جاها ولا موقعا، ففي عقل الرجل وهو في منتصف العقد السابع اليوم، هموم بلد مثقل بالدين والتعب، وفي صباحات الوطن ما هو أبعد من رضا هذا وذاك، وفي الآمال حق مشروع مطلوب من دولته،لأنه كما قلت دوماً وإن انتقدته، قد يبدو مترفعا، لكنه ليس بفاسد ولا بصاحب شركة ولا بغاوي مجدٍ غير النجاح.
نقول له: كل التوفيق وبوركت لأنك الآن تستعيد صورة قد نكون فقدنا شيئاً منها بفعل صخب الواقع وسماسرة الوطن. وقد لا يُطرب كلامنا كثيرين ممن لا يرون وجباً او كلفاً بالكتابة عن الإنسانية في شخصه، لكنها أمانة النقل، والأمل بأن يأتي يوم مع أبا فوزي نستعيد فيه ما فقدناه، فلعله يجلب فاسدي الوطن ولعله ينجو بنا وبنفسه فتكتب له صفحة في تاريخنا؟ فهل يكسبه الوطن وقد كسب إنسانيته؟
فيسبوك