حرب ضروس تدور منذ سنتين بين إيران والسعودية على أرض اليمن الذي لم يكن سعيداً في أي يوم من الأيام، وهي أفقر بلد عربي، وقد جرى تدميرها لتلحق بسوريا وليبيا وتتفوق عليهما.
يقدر عدد القتلى من الشعب اليمني بأكثر من عشرة آلاف. وتقول الأمم المتحدة أن أكثر من ثلثي الشعب اليمني البالغ 28 مليون نسمة يفتقرون إلى الطعام والماء الصالح للشرب، وربع السكان على حافة المجاعة، ناهيك عن الكوليرا التي تفتك بالاطفال المحرومين من المدارس.
بدأت الأحداث بتقدم الحوثيين الموالين لإيران لاحتلال العاصمة صنعاء حيث تم لهم ذلك بسهولة، ولم تتأخر السعودية كثيراً في الرد، لأنها لا تسمح بوجود إيران على حدودها الجنوبية، إيران التي لن يقنعها أقل من السيطرة عى الأماكن المقدسة في مكة والمدينة.
انطلقت الغارات الجوية السعودية التي كان يعتقد أنها يمكن أن تحسم المعركة، ولكن المعروف أن الحرب الجوية لا تكسب الحروب. وهناك قوة صغيرة سعودية وإماراتية على الأرض اليمنية، ولكن لا يمكن اعتبار أن اليمن تشهد حتى الآن حرباً برية، والمهم أنها لم تستطع حتى الآن أن تعيد نظام اليمن إلى السلطة على كامل اراضي اليمن، ولم تستعد العاصمة صنعاء ذات الأهمية السياسية والرمزية.
في هذه الحرب تم – بقصد أو بدون قصد–تدمير المستشفيات والمدارس والجوامع، وضرب احتفالات وأعراس ومآتم، وعاش الشعب اليمني أسوأ فترة في حياته.
لا يبدو الآن أن هناك ضوءاً في نهاية النفق، فالسعودية تملك من الموارد ما يمكنها من الاستمرار في الحرب الجوية إلى أن تحقق أهدافها، والحوثيون يتلقون معونات إيرانية تمكنهم من الصمود على الأرض.
أميركا ليست بعيدة عن المسرح اليمني، وتحت حكم ترمب شجعت السعودية في البداية على أمل عزل إيران، ثم بدأت تتردد كي لا تتحمل مسؤولية ما يجري في اليمن، مما يعني استمرار الحرب دون الوصول إلى نتيجة واضحة.
العالم العربي يتفرج على ما يحدث في اليمن اكتفاء بالإعراب الشفهي عن الانحياز الطبيعي لجانب السعودية ضد إيران، ولكن دون عمل شيء لوقف الحرب والدمار، أو التدخل لحسم المعركة كجزء من وقف الزحف الإيراني للسيطرة على عاصمة عربية بعد أخرى.
الراي