الورقة الاولى.. "ذكريات".
تذكر جيدا اخر يوم كان لها في بيتها قبل ان تغادره وتبدأ حياة اخرى..
تذكر جيدا كيف يومها حبست دموعها وطلبت من والدتها ان تنام في ذاك اليوم بجانبها برغم خجلها، لكنها كانت يومها امراة مختلفة تتوق الى كل ايامها وسنواتها التي قضتها في ذاك البيت وكانها تراه.
للمرة الاولى بحياتها، تمنت لو تعود طفلة ليوم واحد فقط لتعبر عن مشاعرها دون خوف او خجل لتختبئ في ثنايا البيت وفي غرفتها وهي تسمع والدتها تناديها وتبحث عنها في ارجاء البيت لتجدها وتحضنها..
ذاك اليوم لا يغادرها بتفاصيله الجميلة والمؤلمة في ان واحد..
لا تعلم لماذا تستعيد في هذا المساء ذاك اليوم بعد ان مضت سنوات طويلة على مغادرتها منزلها الذي لم يعد لها كما كان ولن يكون.
هي اليوم بحاجة لان تعود لطفولتها تستشعر كل ما عاشته من قبل بعد ان انهكتها الحياة وكبرت من اعماقها سنوات وسنوات.
تحتاج لان تغفو بقرب من والدتها تداعب خصيلات شعرها فتشعر بانها تملك الحياة.. تحتاج لان تعيش الايام بتفاصيلها الجميلة دون ان تفكر بالغد الاتي وبالمستقبل الذي يسرق كل يوم منها عاما اخر من اعوام ايامها.
هي اليوم وفي ذاك المساء نقلتها ذكرياتها الى تلك الايام... الى اليوم الاخير لها في بيتها الذي احتضنها وهي طفلة وشهد على كل مراحل حياتها قبل ان تصبح امراة عليها ان تقود حياة اخرى جديدة مختلفة بكل معانيها.
حبست اليوم ايضا دموعها من جديد لم تعلم اهي دموع الحنين ..ام دموع نابعة من احلامها بان تعود طفلة (...)لا تعلم عن الحياة شيئاً سوى معنى الفرح الوجودي.
كم تحلم كل فتاة بالزواج وتنسج بخيالها احلاماً وردية لحياة مختلفة ؛ تكون هي بها كل شيء للاخرين قبل ان تكون كل شيء لذاتها.
حياة تحملها كماً كبيراً من المسؤولية والخوف والتعامل مع الحياة بشكل مختلف ينسيها ذاتها لتحيا هي بعيون من تحب.
كم تحلم كل فتاة و كل امراة بهذه الحياة لكنها تبقى في اعماقها محملة بحنين كبير لحياتها السابقة، فنحن لا ندرك قيمة الاشياء الا حين نغادرها الى اخرى.
لا ندرك جمالية اللحظات التي نعيشها الا عندما يعترينا الحنين اليها... نحلم بحجم العمر وننسى ان العمر الذي نحياه لا يتكرر...
العمر لحظات وايام وذكريات كلما مرت بنا اتعبتنا واعادتنا الى ذاك المكان وتلك الوجوه التي عشنا معها لنحبس دموعنا ونتمنى ان نعود ليس لان ما نحياه ليس جميلا ونرغب بتغيره بل لاننا نكتشف ان العمر كان اكثر بساطة نحياه يوما بيوم دون ان نفكر بالاتي فكلما كبرنا عاما اصبحنا اكثر اختلافا وحاجة لان نعود الى ما كنا عليه ولن نعود.
الورقة الثانية... نثريات
هي تحب فصل الشتاء وهو يحب فصل الصيف وبينهما حكايا عشق وقلوب محملة بالحنين
هو يحب الصخب بالحياة وهي تحب الهدوء تجد متعة خاصة بان تقضي المساء تستمع الى الموسيقى وقراءة راوية وهو لا يجد ذاته الا برفقة الاصدقاء..
هي تعشق الورود وتنحني كل يوم لتسقي ورودها بحب كبير فما ان تزهر واحدة حتى تشعر بان شيئاً جديداً نما بقلبها وهو ياتيها بوردة قطفها من ورودها ..؟
هي تحضن اطفالها مساء وترافقهم الى نومهم تروي لهم قصة جميلة فجمالية الاشياء عندها تبدا بتلك التفاصيل الصغيرة وهو كلما اقترب طفله منه بالمساء ليطبع على خده قبلة ما قبل النوم لا ينظر اليه ولا يعيره اي اهتمام يسرقه من هاتفه
هي مختلفة وهو مختلف.
ما زالت الى اليوم تبحث عن ما جمعهما معاً ليستمرا.
وتتذكر انها اختارته بقلبها لا بعقلها
والقلوب لا تعترف بلحظات الحب بحجم الاختلاف... تقودنا الى عالم خيالي اكثر من ان يكون واقعياً كيف احبته ولماذا احبته... لا تعلم الى الان رغم ادراكها بان اول فصول الراوية تكتبها القلوب والمشاعر المغيبة عن الكثير واخر فصولها يكتبها العقل بعد ان نكتشف كم كنا واهمين..
الورقة الاخيرة... «بلا عنوان»
عاهدتني الا تغادر ايامي وغادرت.
عاهدتني ان لا تخون حبي وخنت.
عاهدتني ان تبقي لي طول العمر ورحلت.
عاهدتني ان يبقى قلبك نابضا باسمي وغدرت.
كم عاهدتني وكم صدقت يوم كنت اراك رجلا بحجم عمري واحلامي وايامي.
وعاهدت نفسي من اليوم الا اصدق رجلا شرقياً يتقن الوعود في يوم ويخونها باليوم التالي.
وكم نحن امام خيباتنا وانكسارتنا نموت مرات ومرات ونحيا مرات ومرات بروح جديدة مختلفة لم يعد يعنيها حب ولا عشق ولا رجل فالحياة لا تتوقف على رجل ان كان قد احرق قلب امراة عشقته وخان وعوده وحبه.. فلا تزال تمتلك ذاتها وكيانها لتبدأ من جديد بالقدر الذي اكتشفت به معنى الحب بحياة رجل..
الراي