ليلة "الصفعة العثماينة" التي وجهها رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان ،الى شمعون بيريز رئيس اسرائيل،في منتدى دافوس تركز جزء كبير من هواجسي ، على موقف عمرو موسى امين عام جامعتنا العربية "الله يستر عليها "،اذ لا بد ان موسى شعر بحرج شديد وضغط نفسي،لكنه اكتفى بالتصفيق لاردوغان ومصافحته وهو منسحب من دافوس ،وكان واضحا حالة الارتباك التي اصابت موسى ،حيث تردد بين الجلوس والانسحاب، ثم حسم امره وبقي جالسا بهدوء على منصة واحدة ،مع بيريز، وهو مجرم حرب بامتياز ،تحدث نحو 25 دقيقية،مبررا " محرقة غزة "،التي التهمت الاف الفلسطينيين الابرياء حوالي نصفهم من الاطفال والنساء،وبيريز مشهود له بارتكاب الجرائم ،مثل "مجزرة قانا" الشهيرة في جنوب لبنان عام 1996 !.
كيف احتمل موسى الصمت وهو يشاهد" حفيد العثمانيين" ،يغضب لغزة ويصرخ بوجه بيريز متهما اياه بقتل الاطفال الفلسطينيين ،ثم ينسحب مرفوع الرأس من جلسة النقاش،احتجاجا على عدم سماح مدير الندوة لاردغون باكمال رده على بيريز، وعاد الرجل الى تركيا ليستقبله الاف الاتراك برد فعل شعبي عفوي كالابطال ، فرحين بما فعله ملوحين بالاعلام التركية والفلسطينية ،ويا ليت ان هذا الاستقبال كان لموسى في القاهرة،او اي مسؤول عربي يسجل موقفا شبيها بموقف اردوغان !.ثما لا نعرف بالضبط ما جدوى مشاركة موسى كممثل للعرب الرسميين في "مهرجان ثرثرة" سنوي لا جدوى منه ،خاصة التشارك مع بيريز في جلسة نقاشية واحدة ،قبل ان تجف دماء ضحايا محرقة غزة !؟.
اعتذر بيريز هاتفيا لحفيد العثمانيين ،لكن اي مسؤول اسرائيلي لا يخطر في باله، التعبير عن الاسف للعرب على ما يرتكبونه من مذابح بحق الفلسطينيين ،بل يستمع الساسة العرب لمزاعم مجرمي الحرب ومبرراتهم بهدوء،ويصدقون الكذبة بان صواريخ حماس هي جوهر المشكلة ،وتنخرط اطراف عربية بالتوسط لوضع الية تلبي شروط اسرائيل لمنع " تهريب " الاسلحة ،وتشديد الحصار على قطاع غزة !.
هذه ليست اول وقفة تركية تنتصر للعرب،منذ تسلم حزب" العدالة والتنمية " بزعامة اردوغان الحكم عبر صناديق الاقتراع ،منذ سبع سنوات،وعلينا ان نتذكر ان تركيا بقيادة اردوغان اتخذت موقفا حازما ازاء الغزو الاميركي للعراق ،ورفضت بقوة السماح بدخول القوات الاميركية من اراضيها الى شمال العراق ،فيما كانت الاراضي والاجواء العربية مفتوحة للغزاة! ،ومنذ اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، كان الموقف التركي"اكثر عروبة"من مواقف بعض من يتحدثون العربية وينتسبون اليها،وبقي سقف الموقف التركي مرتفعا منددا بالعدوان ،وجاءت صفعة دافوس لتتوج هذا الموقف، وتصب ماء باردا على عرب يتوسلون تدخل واشنطن والامم المتحدة !.
لو كانت الاماني ممكنة، لخطر في بال البعض تمني عودة الدولة العثمانية، تحت عنوان" الخلافة الاسلامية" ،وفقا للمنهج الذي يقوده اردوغان لتخليص امة العرب من الهوان !لكننا نحلم بمسؤول عربي "يفش خلق" الجماهير المقهورة ، ،كما يفعل اردوغان ،وبعض قادة اميركا اللاتينية مثل الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز ، وصديقه "حفيد الهنود الحمر" البواسل ،الرئيس البوليفي ايفو موراليس،اللذين اغلقا سفارتي اسرائيل وطردا دبلوماسييها من بلديهما ، احتجاجا على مذبحة غزة ،وهما سبق ان طردا سفيري واشنطن في اب الماضي ،هؤلاء زعماء يتصرفون بثقة تعززها شرعية انتخابهم !.
Theban100@ hotmail.com
الراي