في ظل الصراعات العالمية على أسواق الطاقة وفوضى الاسعار وما خلفه من انهيارات لبعض الكيانات الاقتصادية بسبب هذه الفوضى بزغ نجم النفط الصخري في عدة دول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية كمنافس ولاعب قوي ورقم صعب لا يستهان به في ميزان الطاقة العالمي ..وقد حققت الولايات المتحدة انجازات ونجاحات بإنتاج النفط والطاقة والبتروكيماويات من الصخر الزيتي ولم تتوقف عند هذا الحد فقط بل اصبحت الان من الدول المصدرة للنفط الصخري واصبح السوق يشهد نمواً متسارعا، وهنالك دول ايضاً دخلت على الخط مثل استونيا حيث اصبحت من المنتجين الرئيسيين لقطاع الطاقة من الصخر الزيتي.

‎ومن هذا المنطلق وهذه النجاحات أرى شخصياً اننا في الاردن ولوفرة ما وهبنا الله سبحانه وتعالى من هذا الثروة في ارضنا وجبالنا الشماء ان نتحرك بشكل ٍموازٍ للتحرك العالمي في هذا المجال وعلى وزارة الطاقة والثروة المعدنية ومجلس النواب اتخاذ اجراءات سريعة في مجال استغلال هذه الطاقة الغنية (الصخر الزيتي) وجذب واستقبال كافة الاستثمارات الواعدة وتحفيزها وتهيئة الاجواء لها وتسهيل كل الاجراءات للشركات المهتمة في هذا المجال ودعمها من أجل مستقبل واعد للأردن.

‎ومن الامثلة الناجحة في هذا المجال ما قامت به مصافي الدولة الهندية من خطوات استراتيجية رائدة لاستقبال وشراء أول صفقة لشحنة من النفط الصخري الأمريكي مع شركة النفط الهندية المملوكة للدولة التي تستورد 1.6 مليون برميل في باراديب في أوديشا، حيث ان الهند هي ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، وتتجه لشراء النفط الخام والزيت الصخري الأمريكي بعد خفض الإنتاج من قبل منظمة أوبك للنفط، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط الخام الثقيل في الشرق الأوسط، أو ذات المحتوى العالي من الكبريت.

‎وقالت الشركة التي اصبحت اول شركة تكرير في القطاع العام الهندي في بيان لها انها سوف تقوم بتجهيز النفط الخام في مصافيها ووضعت تراكماً 3.9 مليون برميل من النفط الخام الاميركي. كما قدمت شركة بهارات بيتروليوم المحدودة وشركة هيندوستان بيتروليوم كورب المحدودة طلبا لحوالي 2.95 مليون برميل ومليون برميل من النفط الخام على التوالي لمصافيهما في كوتشي وفيزاج. واضاف البيان ان "أجمالي حجم النفط الخام الذي تعاقدت عليه حالياً مصافي القطاع العام الهندية هو 7.85 مليون برميل". وقد استثمرت الشركات الهندية، العامة منها والخاصة، نحو 5 مليارات دولار في الصخر الزيتي في الولايات المتحدة. كما تعاقدت على 5.8 مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، ومن المتوقع تسليم أول شحنة إلى الهند في يناير 2018. وقد شجعت الحكومة الهندية مصافي التكرير التي تسيطر عليها الدولة لشراء النفط الخام الأمريكي والكندي من ساحل الخليج الأمريكي حيث أنها تنظر إلى البدائل الأقل تكلفة التي ظهرت بسبب وفرة المعروض العالمي ومن المتوقع الشحنة الثانية في غضون أشهر.

‎وحيث ان المخزون النفطي في انخفاض فإن الانظار الان تتجه نحو النفط الصخري، حيث ركز البحث الجديد لمستقبل الصخر الزيتي في السوق العالمي والذي هو بعنوان ( سوق النفط الصخري - تحليل الصناعة العالمية، وحجم، حصة، والنمو، والاتجاهات، وتوقعات 2014 – 2022) ووفقا للتقرير، بلغت عائدات السوق الصخري للنفط العالمية 1,134.60 مليون دولار في 2013، ومن المتوقع أن تصل إلى 7,400.70 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2022، بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 27.34٪ بين عامي 2014 و 2022.

‎ووفقاً للتقرير، بلغت عائدات سوق النفط الصخري العالمية للكهرباء والمنتجات الثانوية 2,086.61 مليون دولار أمريكي في عام 2013، ومن المتوقع أن تصل إلى 11,880.99 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2022، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 23.4٪ بين عام 2014 و 2022.

‎وعليه فإنه يجب على الاردن النهوض بمستقبل الطاقة والاستفادة من خبرات ونجاحات الدول الاخرى والاهتمام بهذه الثروة التي اصبحت محط أنظار الدول المتقدمة ومحط دخلهم وطاقتهم المحلية، حيث يعتبر الأردن من الدول المتقدمة التي تمتلك اكبر مخزون من الصخر الزيتي في ارضها ناهيك عن الجودة العالية التي يتمتع بها. حيث ساهمت شركة الصخر الزيتي الهندية في الأردن وهي شركة القمر للطاقة والبنية التحتية بإعداد جدوى اقتصادية للصخر الزيتي اثبت قوتها وأهمية استغلال الصخر الزيتي مع بيع برميل النفط الصخري ب 53 دولاراً وكانت الأرباح الناجمة عن هذه الجدوى ملفتة وجذابة لأي مستثمر دون ذكر التفاصيل المتعلقة بالثروات الاخرى وجدوها الاقتصادية.

‎وبعد كل هذا أما آن لنا أن نتعظ وأن نباشر كافة الاجراءات لتحذو الاردن حذو الدول المنتجة حيث أن الصخر الزيتي الأردني ذو الجودة العالية ومنتجاته الثانوية بالإضافة للثروات الاقتصادية والمعادن الثقيلة المرافقة للصخر الزيتي تجعله ذو طاقة غنية واستثمار واعد ومشرق لمستقبل الأردن.

jordanianoilshale2016@gmail.com