عمون - لقمان إسكندر - لماذا على الملك ان يفعل بيديه كل شيء؟ لماذا عليه أن يقول كل شيء؟ حتى التهرب الضريبي لم يكن يُرى في العين الرسمية الا بعد أن تحدث الملك.

فجأة، صار "التهرب الضريبي" جميلا، تُنظم له المحاضرات، وتتوقف أمامه تصريحات الرئيس وطاقمه العبقري.

عندما يخطئ رجل أمن، نحتاج الى تدخل الملك. وعندما يخرق رئيس الوزراء في سياسته الضريبية خرقا واسعا، نتصايح حتى يرقعنا الملك.

حتى مصعدنا المعطل في المستشفى بحاجة الى تدخل الملك ليعمل. حقا تكاد تصرخ: من نحن؟ بل قل: من هم؟

لا أحزاب حقيقية، ولا اقتصاد جاد. تعالوا لنسأل: هل يشك أحد بجدية القصر في النهوض بالاقتصاد الوطني؟

"زهقنا". هذه هي الاجابة الملكية التي قالها الملك للمستثمرين. أليس كذلك؟ تذكرونا؟

عدّوا على أصابعكم: كنا نقول بعبقرية سياستنا الخارجية. صرنا نشك حتى بهذه. كأننا صرنا نشتاق ليحلق ناصر جودة لحيته.

كنا نقول إن بيئتنا الاجتماعية الحاضنة للدولة آمنة. من لا يملك ألف سؤال يهز قناعتنا بهذه الركن الان؟

كنا نفخر أن متعلمنا افضل. الان يخطئ حامل شهادتنا الجامعية بكتابة اسم الجلالة.

حتى تلفزيوننا كان أجمل. كأن البعض قال بعد دهر من الفشل: اتركوه لهم وتعالوا نعمل تلفزيونا للمملكة.


كانت ملامحنا اجمل. وشواربنا أعرض، وكلامنا أوضح. هل بتنا عبئا علينا؟

يبدو أن قدر الملك أن يمارس الأدوار كلها. "يدعون للالتزام بالقانون وعندما يتعلق الأمر بالأقارب تتغير الأمور"، همس الملك للنواب. ماذا بعد هذا القول من معارضة؟