توصيف وظيفي لرئاسة الديوان الملكي
ماهر ابو طير
31-01-2009 03:06 AM
يلتقي رئيس ديوان الملك ، قبل ايام ، قيادات الحركة الاسلامية ، ثم عددا من النواب ، من احدى الكتل ، ورئيس الديوان ، يخرج من الحياد الوظيفي ، الى تفعيل اتصالاته الداخلية ، بشأن الملف السياسي المحلي.
قيل في دور الديوان الملكي الوظيفي ، الكثير ، وتعددت الوصفات ، فمن انفتاح على الجميع ، سياسيا ، وشعبيا ، الى ادوار فنية عادية ، مرورا بتشكيل حكومة ظل فيه ، توازي الحكومة ، في فترة من الفترات ، وما بينهما فترات متقطعة ، غاب فيها دور رئيس الديوان الملكي ، لصالح مؤسسات اخرى ، او مستشارين ، في ذات الديوان ، او وزراء بلاط ، يأتون ويذهبون ، ويذهب الموقع معهم.. في لحظة.
الديوان الملكي ، الذي تعددت ادواره الوظيفية ، يجب ان يستقر ، عند دور محدد ، وهو الدور التاريخي ، بحيث يكون له دور سياسي مدروس ، على الصعيد الداخلي ، وبحيث يتمكن من الانفتاح على الطبقات المختلفة ، من نواب ووجهاء ، وغيرهم ، وان يحافظ كذلك ، على دوره في رفع المظالم عن الاردنيين ، التي قد توقعها الجهات الاخرى ، او تلبية تلك المتطلبات ، التي يفردها الناس ، بين يدي الملك ، عبر باب رغدان ، وعبر وسائل عدة ، واي تراجع عن "الحزمة" التي تفسر دور الديوان ، تراجع يسبب اشكالات عدة ، واختلالات ، لمسناها ، عبر وسائل عدة ، اذ ان المدرسة ، التي تريد اقصاء الدور المعروف والتاريخي للديوان الملكي ، مدرسة خطيرة ، وتريد ان تستأثر بالفراغ لحساباتها.. وغاياتها ، وتريد انتاج دور الديوان ، وفقا لعبقرياتها الفذة ، بعيدا عن الارث التاريخي.
لقاء رئيس الديوان الملكي بالاسلاميين ، وبنواب ، مؤشر ايجابي ، على ان الديوان لسبب ما ، قرر ان يبدأ تحركا ، داخليا ، عبر الاستماع الى كثيرين ، والملك ذاته زار عدة شخصيات في بيوتهم ، واستمع الى ضيوف هؤلاء ، الذين تحدثوا عن الشأن الداخلي ، والواضح ان هناك استعادة مدروسة لروابط العلاقات التي تأثرت لاسباب مختلفة ، خلال الفترة الماضية ، غير ان الاهم ، هو التجديد في اشكال هذه الاتصال ، وفي من يتحدثون ومن يجلسون ، فالملك لا يريد غزلا بحكمته ، ولا يريد في هذه الجلسات ، ان تكون سببا ، في تصفية الحسابات بين احد واخر ، وان نتخلص من التعليقات ، والتحليلات ، والاستنتاجات ، نحو تحديد المشاكل والحلول ، معا ، من اجل مملكة عبدالله الثاني ، ومن اجل الاردنيين ، واستعادة الروابط تتم بهدوء ، ومن المنتظر ان تتسع دائرة الاتصال بنوعيات اخرى ، وباسماء اخرى ، تطرح الجديد ، حتى لا نبقى في ذات الدائرة اللونية ، التي عرفناها طوال سنوات.. وهي الدائرة التي لا تفيض الا بماء سبق ان شربناه ، الف مرة ، قبل اليوم.
ما افهمه من بدء اتصالات رئيس الديوان ، مع هكذا شخصيات ، هو بدء نسج قطعة الصوف المحلية بطريقة جديدة ، غير ان رئيس الديوان الملكي ما زال حذرا ، ويتصرف ببطء شديد ، حتى لا يصحو وقد وجد نفسه ، طرفا ، في المشهد الداخلي ، بما تعنيه الكلمة ، مما يعني كلفا غير متوقعة ، وهو يلمس رضى الملك ، جراء عدم تسبيب اللوزي باي صداع للقصر الملكي حتى الان ، وهي المهمة التي يتوجب ان يحافظ عليها ، فيعيد الالق لدور الديوان ، وان يحذر كذلك من منزلقات الانفتاح ، غير المدروس ، وغير الممنهج ، في الاهداف والنتائج.
يقال على ذمة الراوي ، ان هناك من يتبنى رأيا ، بضرورة مراجعة تجربة الديوان خلال الشهور الثلاثة الماضية ، بعد استقالة رئيس الديوان الملكي السابق ، وهي المراجعة التي يرى هؤلاء ، والعهدة على ذمتهم ، انها ضرورية ، في ذات التوقيت الذي سيتم فيه حسم وضع الحكومة ، رحيلا او تعديلا ، بحيث يتم اعتماد مبدأ "الحزمة"ايضا ، او "البكج" لانتاج مرحلة جديدة ، ولا يعيب الاردن كثرة المراحل ، وعدم القدرة على رسم استراتيجي احيانا ، اذ ان الدنيا ، من حولنا متقلبة ، ومن الطبيعي ، ان نتأثر بما يجري ، واصحاب الرأي هذا يرون ان هناك حاجة ماسة لتعيين مستشارين ، وادخال "مساندين" الى طاقم الديوان ، ولا اعرف شخصيا ، هل اصحاب هذا الرأي يفكرون بمنطق الباحث عن "وظيفة عليا" ام لسد ثغرات يرونها موجودة ، على عهدة ذمتهم ، ايضا.. وهي "ذمة" غير واسعة.
رئيس الديوان الملكي ، خرج من غيبة الدور ، ومن الدور الفني البحت ، الى دور سياسي ، والواضح ، ان هذا لم يجر الا لوجود تصور جديد لدى صاحب القرار للتوصيف الوظيفي لدور رئيس الديوان الملكي ، سياسيا ، خلال الفترة المقبلة.
m.tair2addustour.com.jo