"فضاءات" يكرم عدداً من الكتاب والمبدعين العرب والأردنيين
10-10-2017 05:04 PM
عمون - بالشعر أفتتح مدير الجلسة الروائي حسين العموش حفل التكريم - الذي لم يكن عادياً كما قال المكرمون جميعا، بل واستثنائيا في صدقيته ومعناه ودلالاته- والذي كان خاتمة فعاليات ملتقى فضاءات السادس للإبداع العربي دورة جمال أبو حمدان، والذي أداره الروائي الدكتور حسين العموش، وشارك فيه الشاعر أحمد أبو سليم و الشاعر موسى حوامده والشاعر سعد الدين شاهين والشاعر العراقي نبيل ياسين والشاعر الفلسطيني محمود أبو الهيجاء فحلقوافي سماء الشعر وقرؤوا مجموعة من القصائد المعجونة بالوطن والإنسان والحياة.
ثم بدأ حفل التكريم الذي كان كما قال مدير الدار تكريماً إضافيا وجديدا من المكرمين للدار وله شخصيا، كيف لا، والأستاذ الدكتور عبد القادر الرباعي أحد أساتذته الذين زرعوا فيه وفي غيره القدرة على تقبل الأخر، وملكوهم ثقافة السؤال وعدم اليقين. وكيف لا، والاستاذة الدكتورة المبدعة بشرى البستاني تقدم كل وقتها لإبداعها وطلابها،وقد ساهمتْ بالكثيرِ في مجالِ الشعرِ والنقدِ وغيرِهِما.
وكيف لا. وفؤاد مفيد نقارة رئيس نادي حيفا الثقافي ما زال يصر على تفعيل المشهد الثقافي العربي في فلسطين المحتلة ويرفض هو وكل القائمين على النادي تقاضي فلسا واحدا من أية جهة.
كيف لا نقول شكراً لمنْ مرُّوا وعلّمونا الكثيرَ، ولمن ما زلنا نتعلمُ منهُم، ومِنَ الصعبِ أنْ أحدثَكُم عن فرحتي بهذا الشكرِ الرمزيِّ الذي نقولهُ لمن يستحقّون.
وأبشرُكُم أنَّنا خلالَ الأشهرِ القادمةِ سنعلنُ عن ملتقى فضاءات الثقافيِّ الذي سيعملُ لمواجهةِ ما نستشعرُهُ في فضاءات، ويستشعرُهُ الوسطُ الثقافيُّ المعنيُّ بالمشهدِ الثقافيِّ المحليِّ والعربيِّ مِنْ وُجُودِ أجنداتٍ تفكيكيَّةٍ لمنظومةِ الثقافةِ العربيَّةِ وضربِهَا.
ثم تحدث المكرم الأول الأستاذ الدكتور عبد القادر الرباعي فقال: اننا في هذا المقام امام انجازين أولهما هو ما نحن متفيئون في ظله: دار فضاءات للنشر والتوزيع .إنها فيفظاهر مقاصدها مؤسسة أنشئت لغايات ربحية خاصة بمنشئيها ، ومن حقها أن تفعل ذلك فنحن في عالم معولم همه الاقتصاد بالدرجة الأولى. لكنها من نافذة الوعي والمسؤولية الجماعية مدت للربح أفقا أبعد.أنها ابتعدت به كي لا يبقى في حيز الذات بل ليطال الآخر،و لكن وفق تطلع من جنس الرؤية العامة السابقة الذكر؛ أي أن ينصب التطلع في مجرى الفائدة الكلية خدمة للمكان الأثير - الوطن. لقد انخرطت في تنظيم الملقى الثقافي العام الذي ينتظم حركة الفكر المتجدد في فروع المعرفة، والجمال، والجلال، والإبداع.
ومن أجل تمكين هذه الاستراتيجية بعيدة المدى عقدت في دورتها السادسة من عمر ملتقاها السنوي الغني، تجمعا ثقافيا تحت شعار لماح:( الثقافة حوار)؛ محتفية بإبداعات المرحوم جمال أبو حمدان القصصية من جهة، ومتتبعة تمثيل شعار الحوار والإبداع والنقد ضمن محاور تجديدية في السرد وسؤال الهوية، وقراءات روائية وشهادات إبداعية، وأوراق نقدية.
أما الانجاز الثاني المثمر فعاملوه هم الذين اجتهدوا وأخلصوا وانتجوا علماً وثقافة وخرجوا علماء ومثقفين غدوا يملؤون الساحات بإنتاجهم، ... وبادروا إلى تكريم العلم في شخوص نفر من هؤلاء الرواد.
أما المحامي فؤاد مفيد نقارة فشكر فضاءات التي اتاحت وتتيح لأهل الداخل الفلسطيني نافذة ليتنفسوا منها الحياة التي تستحقهم، وعبر عن سعادته بهذا التكريم الخاص الذي يمنحه والقائمين على النادي حافزا اخر للمواصلة ثم تحدث عن نادي حيفا الثقافي- حيفا، والذي يزاول نشاطه بدأب ومثابرة منذ 7 سنوات برعاية المجلس الملي الارثوذكسي الوطني في حيفا وتقام الأمسيات في قاعة كنيسة يوحنا المعمدان الأرثوذكسية في حيفا.
الأمسيات تخدم مجانا الأدباء/الأديبات الشعراء/الشاعرات المبدعين/المبدعات من إشهار كتاب وتكريم كبار أدباءنا سنا وإنتاجا أمسيات شعرية حيث يستضيف النادي مبدعينا من الداخل ومن مناطق السلطة الفلسطينية والشتات.
كذلك يقيم النادي أمسية مناقشة كتاب شهريا لأعضاء النادي
وقد أقام النادي الى الآن اكثر من 250 أمسية وقرأ أعضاء النادي اكثر من 70 كتابا.
العمل بالنادي تطوعا بالكامل وبدون اي مقابل وأعمدة النادي الآن هم الناشط الثقافي الأخ المحامي حسن عبادي، الكاتبة خلود فوراني سرية والسيدة سوزي نقارة.
نادي حيفا الثقافي يرفض اي دعم مالي من اية جهة رسمية او حكومية بعكس مؤسسات محلية أخرى تعتمد بالكامل الى دعم حكومي.
وتحدثت الأستاذة الدكتورة والشاعرة المبدعة بشرى البستاني فقرأت عن الموصل ووجعها واغتيال امريكا للعراق وثقافته وتراثه ثم شكرت دار فضاءات ممثلة بمديرها جهاد أبو حشيش، وقالت: أجمل التهاني على نجاح حفل التكريم بجدارة ، لقد كُرّمتُ في محافل كثيرة لكني لم أحظَ بمثل هذا المحفل الراقي الرصين والنوعي والمتلقي بوعي، يستحق المبدع جهاد أبو حشيش هذا المستوى من السمو بمثابرته وبشعوره العالي بمسؤولية الكلمة ..دمتم ودام لكم الجمال.
ثم قام الدكتور محمود الضمور رئيس رابطة الكتاب الأردنيين ومدير دار فضاءات الشاعر والروائي جهاد أبو حشيش بتسليم الدروع للمكرمين وتكريمهم.
الرواية واللغة / شهادات إبداعية وقرأت نقدية:
الندوة الأخيرة قبل الاختتام بعنوان الرواية واللغة/شهادات إبداعية أداراها الشاعر والروائي جهاد أبو حشيش، فقدم راشد عيسى الذي قرأ ورقة عن رواية أثلام ملغومة بالورد لصابرين فرعون، اشار فيها إلىأن رواية أثلام ملغومة تعد نموذجا جيدا لرواية السيرة الغيرية المعاصرة...فهي ذات بنية سردية تمتاز بتتابع الزمن المنظم وبتكثيف الأحداث وتفاصيل اليوميه . كما تستخدم الروائيه اسلةب القطع والاسترجاع في جميع مفاصل الروايه .
أما موضوع الروايه فيمكن إحالته إلى ظاهرة القضايا الأنثوية في أدب المرأه ولا سيما العنف الأسري الذي تتشارك في صناعته المرأة والرجل.وقد ظهرت المرأة في الرواية أشد قسوة من الذكور.
ثم قدم الروائي فادي المواج ورقتين حول:
التورط في وحل الواقع في رواية ذاكرة الظل
للروائية التونســـــــــــــــية فتحية بن فرج.
في رواية " ذاكرة الظل" الصادرة للروائية فتحية بن فرج عن دار فضاءات للنشر، خرجت المحامية التونسية – المنشعل عنها زوجها بموقعه السياسي - من صخب المدينة إلى هدوء " ساحل جريدي " في قرية تونسية لتغتسل من لهاث الحياة ووعثاء الوجع، عند جدتها المغربية الأصل " حسناء " ، وكانت علاقة المحامية بالشاشة الصماء كعلاقة رجل ودود بامرأة شرود، ولما دلفته دلفته باسم وصورة مستعارين، ككثير من سكان هذه المدينة الافتراضية ، حتى صارت صفحتها أشبه – كما تقول – بالأمم المتحدة، من فرط العلاقات الدولية فيها ، ولأنها تطبق قانونا خاصا في التعارف " قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت " لفتت انتباهها منشورات صديق مغربي اسمه جمال الدين يحضر بمقدار ضئيل ويغيب طويلا، تحاوره بخجل وتطبق معه قانون الكر والفر، تراقصه بالكلمة ويحاور هو – مثل صياد - بكلماته الملغومة سيدة البحر وحوريته، حتى يقعا في رابطة ليست ضمن خانة الصداقة ولا ضمن خانة الحب، .....ثم تتعرض لاختطاف من أحد التنظيمات التي تتخذ من الاسلام قناعا وتكتشف ان جمال الدين تعرض ايضا للاعتقال هناك، فتجد نفسها بعد غيبوبة جسدا مشاعا لأفراد التنظيم فتفيق على هذه الحقيقة الصادمة فتواصل الغرق في مستنقع توظيف الجسد بحثا عن سبيل للنجاة.
الفراغ في رواية ظل الذاكرة:
في رواية " ظل الذاكرة " الصادرة للروائية ديما الرجبي عن دار فضاءات، يضع حادث تصادم سيارتين الصحفية في صحيفة الأوهام " دالية" في صراع بين فراغها الروحي وبين ملئه برابطة مع الرسام التشكيلي " فؤاد محجوب"، يقود هذا الصراع الى لقاءات في لحظات ضعف أو استسلام روحي، في معرض فني، وادخال " دالية" في دوامة من التساؤلات والتردد، وحوارات مع صديقيها " خليل" و " وسيم" اللذين تختلف زاويتا رؤيتيهما للموقف، تبعا لاختلاف رؤية كل منهما للحياة، في حين تظل حياة الأم التي تتكئ على زمن من المر والتعنيف، والفراغ الروحي، باعثا آخر للقلق الذي يسكن روح " دالية"، وتنتهي الحكاية بسحب الروائية البساط من تحت قدمي " البطلة الساردة " دالية، لتنهي الرواية عند غيبوبة الأم، وانتهاء طبيعي لرابطة لم تشعر فيها بالاهتمام الذي تتوقعه من فؤاد. وفي الرواية حرصت الروائية على تسليط الضوء على مواقف دالية السياسية وتعارضها او توافقها مع كثير من المواقف السياسية تجاه الحراك السلمي والربيع العربي.
ثم قدمت الكاتبة والإعلامية رندا حتاملة ورقة حول رواية ابناء الوزارة للروائي حسين العموش، تحدثت فيها عن توظيف القدرة الصحفية في كتابة الرواية، وكيف اشتغل الروائي من خلال عين الصحفي ليكتب روايته، وعن كونه كان جريئا في تناول موضوع حساس ومهم، وكان لا بد أن يتعمق فيه اكثر ويتجاوز الحدود، وعن كون العمل يعتمد مشهدية درامية تصلح ليتحول الى مسلسل تلفزيوني.
ثم تحدث الناقد محمد عبدالله قواسمه عن رواية المقدسية ميرفت جمعة ماميلا ، فقرأ: تظهر الرواية الصمود الفلسطيني في وجه هذا المخطط ضعيفًا؛ فلا يتعدى الحرص على الذاكرة التاريخية من خلال المحافظة على التراث، مثلما تقوم به بعض النساء من تطريز الثوب الفلسطيني: "يبدو أن النساء فيما بعد خفن على الذاكرة من أن تتبعثر، فغرزنها بالإبر على الأثواب، وكأنها بتلك الإبر المسننة قد تلقت لقاحًا ضد النسيان، لتصبح لاحقا شاهدًا يحمل تاريخ المكان من جيل إلى جيل"(ص 114). وعلى النقيض من ذلك يوجد من يفقد الأمل في المحافظة على هذه الذاكرة.
فهذه مدينة القدس في عيني بطل الرواية سيدة طاعنة في السن، تهم بالسقوط، كما سقطت وتلاشت قرى كثيرة من حولها، لهذا لا غرابة في أن تعوض الشخصية الرئيسية عن فقدان الأمل في المحافظة على هويتها بالرجوع إلى التاريخ والشكوى إليه، واسترجاع أبطاله الذين حرروا القدس من الصليبين، وبخاصة الناصر صلاح الدين الأيوبي
بعدها تحدث الكتاب فقرأت صابرين فرعون مقطعا من روايتها أثلام ملغومة بالورد، ثم قدمت الروائية التونسية ورقة جاء فيها: اما في ما يتعلق برواية ذاكرة الظل فهي رواية مكتوبة بوهج الروح مغموسة في تفاصيل الذات الانسانية التواقة للحرية والعدالة والسلام تنقد الكثير من المواضيع بجرأة متماشية مع مرارة الظلم والاعتداء على الحقوق والحريات..أثارت الكثير من الجدل بسبب تسليطها للضوء على زوايا مظلمة من الحياة الإجتماعية السياسية في البلاد التونسية بعد ثورة 14 جانفي.
تدافع بشراسة على ضرورة تطبيق العدالة الاجتماعية واحترام حقوق الذين يختلفون في الرأي.
ثم قدم الروائي مهند الرفوع شهادة قال فيها: لقد صنع الإحساس بالمسؤولية روايتي الأولى "خناجر الظل", وبالطبع ليست هي الأولى؛ ففي أذهاننا الكثير من الروايات, لكن أغلبها يسافر إلى أرشيف أدمغتنا المترع بالكثير من الأحداث, وهناك, تقضمها الأعوام, فتصبح ممزقة كثوب رجل شريف؛ فثوب الشريف إن كان ممزقاً يبقى كما هو؛ لأنهُ لا يسرق.
وعلى هاتف ذكي, دونت روايتي بالكامل.. نعم بالكامل, فكانت أصابعي تغلي وهي تلمس شاشة الهاتف لمدة طويلة, كما أن إطالة النظر لتلك الشاشة أرهق عيني كثيراً.. ولله الحمد لم تكن روايتي طويلة جداً.
ورغم أن ذلك يبدو قاسياً, إلا أنه ساعدني على اقتناص اللحظة التي تأتي فيها أفكار روايتي طواعية؛ في الطريق, في المحل التجاري, في المستشفى, وحتى في الأعراس المزعجة.
ثم تحدث الروائي حسين العموش عن رواية أبناء الوزارة، وعن هؤلاء اللقطاء الذين كتب عنهم، وعن التهميش الذي يتعرضون له، وعن كون الحافز الحقيقي كان حافزا إنسانيا قبل أن يكون أي حافزا اخر.
ثم قام الكتاب بتوقيع كتبهم لجمهور من القراء والكتاب، في ظل اجواء زانتها المحبة والألفة.