أحياناً تكون «مزنوق» على فكرة مقال ، فيروي لك أحدهم متكئاً «حدوثة» توزن بالذهب، تلتقطها وتقوم بشدّ «براغيها « ثم تعيد نشرها..فهناك الكثير من «دفائن» القصص التي لم يكشف عنها بعد..لكن حفريات الكلام ، و»جرّارات» السهر قد تخرج بعضها بمحض الصدفة..
يروي «ختياريتنا» أن لصاً سرق مجموعة من الأبقار تعود لأهالي إحدى القرى ، وتمكّن الأهالي من القبض على اللص بالجرم المشهود وهو يقتاد الأبقار وعجولها من بوابات أحد البيوت ،فقرر الأهالي تسليم اللص إلى قائمقام المنطقة الذي كان يتولّى شؤون القرية فعنده الحل والعقد والقضاء والحكم والقرارات وفض النزاعات و سنّ القوانين وجميع شؤون الناس الدنيوية..حضروا إلى ديوانية القائم وعرضوا مظلمتهم عليه ، بينما يجثو اللصّ على ركبتيه مقيد اليدين مغمض العينين..تفّهم القائمقام المظلمة ثم سأل الحرامي عن اسمه..فأجابه اللص هامساً: اسمي ( قاسم النصّ)..فاستشاط حضرة قائم المقام غضباً من أهالي القرية وقال لهم أن عائلة النصّ من أعرق العائلات وأنظفها وأخلصها ولا يمكن ان يكون هذا الشخص هو السارق..ثم ذكّرهم قائلا: اسمعوا يا جماعة! الظلم..ظلمات..والتجني على الناس له عاقبة شديدة عند الله..وأنا بدوري لن أتهاون في إيقاع أقسى العقوبات عليكم..ابحثوا عن لصّ آخر قد سرق أبقاركم واعتذروا لهذا الشريف النظيف العفيف..
فقال له الوجهاء: لكن يا سيّد..لقد أمسكنا به مسك اليد متلبساً...
ضرب القائم بعصاه على الطاولة وقال: انتم مفترون..عائلة آل نص أناس محترمون وأولاد ناس ، ومستحيل أن يسرقوا..قسماً عظماً وحياة شنباتي اللي أغلى من حياتي ان لم تخرجوا الآن لأسجنكم جميعاً»..خرج الأهالي من الديوانية وقد خسروا أنفسهم و الأبقار والقائمقام و العدالة التي كانوا يعتقدون أنها تعيش في دارة القائمقام.. أما القائم مقام واللص «قاسم النص» فقد جلسا بعد المحاكمة واقتسما الأبقار بــ»النص» واتفقا على جدول زمني للصفقات القادمة..
القائم مقام فهم على الحرامي..عندما سأله عن اسمه ، لكن أهل القرية لم يفهموا «شيفرة المصلحة»..بين اللص والحكم الجلاّد..
المعنى: قبل أن تسرق، اختر لك اسماً قوياً يحميك...
الراي