في فترة قصيرة (يوم أو يومين) صدرت عن الرئيس تصريحات عديدة توضح النوايا والاتجاهات، ويفترض أنها تمهد لأخذ الإجراءات بأقل قدر من المقاومة والشد العكسي.
وقف الرئيس طويلاً أمام تحدٍ مهم رافقنا منذ عشرات السنوات، وهو الدعم الشامل، الذي يكلف الكثير ولا يصل منه إلى المستحقين إلا القليل.
يقول الرئيس أن السلع المدعومة والمعفاة سوف تخضع للدراسة، الامر الذي يعني الاعتراف بأن هناك خللاً مزمناً في التطبيق يجب أن يوضع له حد، اليوم قبل الغد.
فهمنا أنه، حتى قبل الدراسة، تتجه الحكومة إلى الدعم النقدي بدلاً من الدعم الشامل، مما يعني دعم المستحقين وليس دعم السلع لتكون رخيصة على الجميع، خاصة وأن هناك أكثر من مليوني غير أردني يقيمون في البلد ولا يجوز استعمال أموال الضرائب لدعمهم.
إخضاع الدعم والإعفاء للدراسة، قال به الرئيس في الأيام الاولى لقدومه إلى الدوار الرابع، والمقصود بالدراسة هنا هو التغيير، وبلورة أنظمة بديلة.
كثيرة هي الامور التي لا يحتاج الرئيس فيها إلى الدراسات، فالمقصود هو البدء بعمليات الإصلاح الواضحة كالشمس، علماً بأن نتائج الدراسة معروفة سلفاً، فلماذا لا يبدأ العمل ويحصل التغيير، على الأقل في الأمور المفروغ منها.
يؤكد الرئيس حقيقة واضحة كالشمس في رابعة النهار، وهي أن الاعتماد على الذات هو الأساس المتين لحماية الوطن.
الاعتماد على الذات بالنسبة للأردن قفزة كبيرة إلى الامام، ونقلة نوعية من أسلوب حياة إلى أسلوب آخر، وفي جميع الحالات فإن تحقيق الاعتماد على الذات له ثمن لا بد من دفعه، وهنا تكمن المشكلة.
الاهداف الوطنية واضحة، والإعلان عنها سهل، وفي المقدمة هدف الاعتماد على الذات، لكن السؤال كيف يتم ذلك، وما هو الثمن، ومن عليه ان يسهم في دفع الثمن.
تعديل قانون ضريبة الدخل بحيث يتم توسيع قاعدة المكلفين وتخفيض الإعفاءات المبالغ فيها، أهم الخطوات المقررة هذه السنة باتجاه الاكتفاء الذاتي.
لكن هذه الخطوة معرضة للاغتيال، لأنها تعني أن بعض المواطنين سيدفعون ثمناً، فهم يريدون أن يعيشوا في وطن حر مستقل على أن يدفع غيرهم الثمن.
واضـح أن الرئيس يعرف الطريق جيداً، ويعرف أنها مليئة بالأشواك والعثرات، وربما الألغام، فهل يسلكها ويطلب دعم جميع الغيورين على مصلحة الوطن أم يكتفي بمغازلتها عن ُبعد.
الراي