رسالة ايثار الى وزير التربية والتعليم
فيصل تايه
09-10-2017 10:20 PM
قليل من الرجال المبدعين المتميزين بعطاء نوعي متفرد ، وتأثير كارزمي فاعل في الآخرين ، ومساحات للمهام العملية الفاعلة ، يفرضون التقدير ، ويستنهضون الطاقات الكامنة فيمن حولهم ، وينتزعون لا يتسولون الاعتراف بعظمة الجهد المبذول الذي نحتاجه .
هذا النوع المؤثر ، حيثما يحط أو يحل ، يجذّر حب الوطن ، وتقديس العمل ، وإيثار الإخلاص والتفاني، ونشر قيم الوفاء والتعاون، ويجعل المكان يموج حركة ، وينتشي حبوراً، ويشع ألقاً ، ويطبع عليه بصمته الخاصة ، وإن غادره إلى موقع آخر ، تسبقه السمعة العطرة التي تمهد للنجاح العملي الفاعل، والعطاء الميداني المكين ، فتحركهم مدروس ، وخطواتهم تزحف بعناية ومهارة دون قفز أو شطح أو تمظهر أو تمييز بين ألوان الطيف ، الكل أمامهم سواسية ، والتحفيز لديهم بقدر التميز في العطاء ، والإخلاص في التنفيذ ، فهذا النوع من الرجال قضوا حياتهم بانتظار الأفضل الذي حسبوه لم يأتِ بعد ، رغم أن كثيراً من التفاصيل التي نعيشها تمسنا بشكل مباشر لكنها آخذة مسار آخر.
معالي الوزير الذي نحترم :
نشد على يدك بكل ما تأتي به من افكار وتحلم به من تطلعات وما كلامي السابق الا لأننا ما زلنا بحاجة جادة الى من يعاهدك من الرجال المخلصين اصحاب الايادي البيضاء الذين عاهدوا الله والوطن واقسموا على حفظ الرسالة وصون الأمانة ، رجال يمدون يدهم اليك من أجل الارتقاء بمستوى المخرجات التعليمية والتحصيل العلمي وتنمية المعلومات والمعارف والمهارات والخبرات المكتسبة بالإضافة إلى تعديل السلوك والاتجاهات نحو بناء منظومة القيم والأخلاق والعادات والتقاليد في المجتمع المدرسي ، بعيدا عن التصدعات التي تستدعي مراجعة دورية لمنظومتنا التربوية بدقة وعناية والوقوف على آليات التنفيذ وأساليب وطرق التدريس والوسائل التعليمية و الإشراف والمتابعة ونظام التقويم ودرجة ملائمة المشاريع التعليمية والأنشطة الصفية وألا صفية والتأكد من قدرة ذلك كله من المساهمة الفاعلة في رفع مستوى التحصيل الدراسي وغرس القيم والأخلاق والاتجاهات الايجابية في المدارس.
وزيرنا العزيز :
إن وزارة التربية والتعليم ، قد حُمّلت أمانة أجيال ومستقبل الأردن وكل ذلك متوقف على نوعية المخرج الذي يجب ايلائه الكثير من الاهتمام والرعاية ، واستثمار كل الطاقات والإمكانات المتاحة لتحسين جودة المنتج لتحقيق الرضا المنشود والسعي بكل جدية وشفافية للتحسين المستمر و استكمال النواقص وتوفير المستلزمات التربوية الهامة وتوضيح الصورة الحقيقية والفعلية للواقع التربوي ومتطلباته ، والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق أهداف العملية التعليمية، وكذلك حصر العوائق والمشاكل التي يعاني منها الميدان التربوي ليتم جدولتها حسب الأولويات وتكثف الجهود من كل المعنيين بالشأن التربوي ومن له علاقة بهذا القطاع لتذليل كل هذا الصعوبات وتجاوزها ، والاستعداد لتقبل النقد وسماع الرأي الآخر وليس هذا فحسب وإنما إيجاد آليات وأرضية مشتركة تتيح المجال لسماع كل الآراء بكل شفافية ووضوح سعيا لتحقيق التميز التعليمي ،وتحقق الالتزام المبني على المراقبة الذاتية والمحاسبة الشخصية وإذكاء روح المنافسة الشريفة على مستوى الوزارة من خلال وضع آليات ومعايير وأهداف نعمل لأجلها.
وأخيرا فان ما نواجهه ليس الا مزيدا من تعقد الأزمات ، ومعها ستقتل أحلامنا ، وستبقى مشاكلنا البسيطة معقودة بأزمات معقدة وكبيرة على مستوى العمل والحياة الصعبة والقرارات العبثية ، وحين البحث عن الفكرة الجيدة تجهض بالتنفيذ السيء والتسطيح والمصادرة لمغزاها ومعناها وتنتهك بالحسابات الضيقة ، لتغدو الإصلاحات في قطاعنا التربوي مجرد استرضاء ومغالطة للواقع في الميدان ولتصبح فاقدة القيمة والأثر .
الحمل ثقيل .. والمسؤولية عظيمة .. وفقك الله معاليك وسدد على طريق الخير خطاك والهمك الصبر والسلوان من اجل بلوغ اهدافنا التربوية النبيلة التي هي منالنا ومنانا واملنا .. والله المستعان
ودمتم سالمين