facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مهلا ايها القائم بالاعمال .. ؟!


د. عدنان سعد الزعبي
09-10-2017 03:35 PM

يحق للخارجية الأردنية أن تستدعي القائم بالأعمال السوري بعمان وتنبه لخطورة ما يتحدث به وتخطيه للحقيقة والواقع. فمن يغير حقائق وأجيالها لم تمت، ويحرف المواقف وأصحابها قائمون ليعكر صفو العلاقات، ويحرض الناس على دولته، لا يمكن أن يكون ممثلا حقيقيا لدولته التي ما زالت تعاني وتنزف وتضمد جراحها، وسط ركام من التناقضات والمصالح والألاعيب الدول الكبرى التي تظهر شيئا وتبطن نارا مؤصدة.
فمن أراد ان يمثل بلاده لا بد له من أن يكون مقدرا لواقعها وأولوياتها والخطوة اللاحقة ومقدماتها وآلياتها وأدواتها. وما احوج السوريين ونحن معهم من أن تلملم الجراح وإنقاذ ما يمكن انقاذه، وإسعاف ما يمكن شفاءه للبدء بمسيرة الحياة من جديد أو الاستمرار بما تبقى من نبض وخفقان في الجسد السوري.

فإنكار القائم بالأعمال السوري لدور الاردن عام 1973 عندما شارك اكبر لواء مدرع أردني وأفواها (لواء الاربعين ) في الجولان إلى جانب جيوش عربية أخرى وتخضيب دم الشهداء لثرى الجولان الحبيب، لن يغير من حالة الاردن ولا لونه ولا مبادئه ولا اولوياته وثوابته، ولا يمكن أن تشكل مثل هذا التصريحات للتاريخ خدشة ولا للحقيقة التاريخية بنكسة . فمن المفروض على الدبلوماسي أن يكون أعظم نظرة، وأقدر على تأطير المواقف والمعلومات بما يخدم دولته، ويعزز علاقاتها مع الاخرين وخاصة الجوار.
فنحن بالأردن لا نحتاج شهادات او صكوك غفران من أحد ولم يكن ديدننا البحث عن المديح، فرسالتنا معروفة ومواقفنا شاهدة، والناظر إلى هذا الكم الكبير من ابناء الشعب العربي البطل الذي هجر وأجبر، ولم يجد غير الاردن ولبنان الصدر الدافئ والقلب الآمن واللقمة غير الممنونة. يدرك أن المواقف والانتماء تكون بالفعل لا بالخطاب والشعارات التي أودت بالكثير إلى الهاوية؟؟!!

إن المغالطات التي يسيقها القائم بالأعمال السورية بحاجة إلى توضيح ولا اعتقد أن الادارة السورية وفكر منظريها وقادتها يقبل أن يساء للعلاقة السورية مع أي قطر وخاصة الجوار، فسوريا ليس بموقف يسمح للقائم بالأعمال وقبله السفير بأن يتخطى الاعراف الدبلوماسية ويتجاوز الحقيقة وبالتالي تنفير وتوتير العلاقة وخاصة مع جار قريب يرتبط بسوريا بعوامل سياسية وجغرافية وجيوسياسية وديمغرافية واقتصادية .
لا تستطيع سوريا المضي لمستقبل الخلاص والانتقال لمرحلة سوريا الجديدة , إلا يدا بيد وخطوة بخطوة مع جيرانها في الاردن ولبنان، ومن هنا فأن اسمرار التفكير بالعقلية القديمة، مسألة عفى عليها الزمن ولا بد من الاستفادة من الواقع المر الذي وصلت اليه سوريا وواقع الامة الامر المتآمر على ذاته، وكفى ؟؟؟!!! ففي سوريا كما في العراق لا منتصر الا الغرب والمشروع الصهيوني؛ دمرت سوريا وتشهد مشروع التقسيم، شرد الشعب وتقاذفتهم المخيمات وخيم "الهوملس" في أروبا، قتل مئات الآلاف ارضا وجوا وبحر، دمرت المعالم ونسفت الموارد والمقدرات، وخيم على الناس الاسى والمظالم ,وبيعت سوريا كما باع العرب أنفسهم للمشروع الروسي والامريكي الذي تقوده الصهيونية.

أيها الرفيق السوري في سفارة سوريا, لا بواكي لنا وأن الفنا ابتسامة الدب الابيض، ولا أمان لنا واذا رحب بنا الهندي الاحمر، فبعد النكسة عام 1967 وقفت جولد مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني آنذاك وقالت إني اشتم رائح اهلي في خيبر، ولا بد لنا من ان يكون لنا من النهر إلى البحر .؟
فاذا لم نخلع الشوك بأيدينا نحن كأمة فإننا الى الهاوية لا محال، لا يهمنا من طلب فتح الحدود سوريا كانت ام الاردن، بل مطلبنا فتح الحدود وليكن ما يكون لان الشعب العربي الاردني السوري او السوري الاردن قد ضاق به الخناق ولا بد وان يتنفس وواجب على الاحرار والشرفاء ان يساهموا في فك حبل المشنقة عن رقبته!!!!! ثم تأتي يا عزيزنا الدبلوماسي، لتسجل بطولة وتركز على من طلب فتح الحدود ؟؟؟!!!

دعنا نفكر بسوريا، ونحميها من التمزيق، دعنا نفكر في سوريا وننقذ شعبها من الموت والتشرد، دعنا نفكر في سوريا ونعيد الحياة الى دروبها وأزقتها وإلى شوارعها، دعنا نعيد الامل لمن فقد ابنه أو أخية أو ابنته أو ... دعنا نقف لمن لم يجد بيته، أو بئر مائه أو شجرة التفاح او البرتقال .. دعنا نستبدل الارض المحروقة بأعتى سلاح العالم، بأرض الخير الخضراء. دعنا ودعنا ودعنا، فما ينتظرنا أكبر وأعظم من مجرد انفعال بمحاضرة، أو استعراض بندوة ولقاء. فسوريا عربية وستبقى لنا جميعا زندنا معها وعقلنا وقلبنا لها.





  • 1 مغترب 09-10-2017 | 04:07 PM

    ابدعت يا استاذ عدنان
    فنحن بحاجة لقلمك الحر في مناهجنا لكي نعيد الهيبة لأمتنا وهويتنا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :