بات مؤسفا ومحزنا ومؤلما ما يجري في وطني ومسقط رأسي، وأغلى بقاع الأرض على قلبي وروحي.
بداية القصة عندما تسللت إلى أحضان الأردن مجموعة من دعاة الخصخصة والتحرر بكلام منمق ظاهره خير وباطنه باطل. فتدهور الاقتصاد، وزادت المديونية، وارتفعت الأسعار والضرائب، وكثرت المشكلات الأخلاقية، واهترأت منظومة القيم، وزاد الفساد وتنوعت أشكاله وأساليبه وشخوصه. فمن توزيع دجاج فاسد في شهر الرحمة إلى إدخال مواد تموينية وأعلاف ومخدرات وغيرها الكثير، وصولا إلى أكبر سرقة كهرباء وإعفاءات من الضرائب ومنح وهبات لمتنفذين من أراضي الدولة وأموال الخزينة. ورافق ذلك تدهور في الحالة الأمنية؛ إذ بتنا نرى ونسمع عن حالات سطو مسلح وقتل وبلطجة وزعران ثم استخدام مفرط للقوة ضد مدنيين نتج عنه اعتداء وحرق للممتلكات العامة .لا أرغب بإعادة التذكير بحادثة البقعة والركبان وإربد والكرك، وما حصل في الرصيفة والزرقاء، وحادثة سفارة الكيان الغاصب لمقدساتنا وأرضنا، وغيرها الكثير من الأحداث مما تسعفنا به الذاكرة المليئة بقضايا وهموم الوطن.
نعم لدولة القانون والقضاء والمساءلة للجميع وبدون استثناء لأحد، ونعم لدولة المؤسسات والعدالة ضمن منظومة تشريعية تضمن حياة حزبية فعلية، وولاية عامة غير منقوصة أو مباحة لتشرع بالمساهمة في إدارة الدولة ضمن أطر الديموقراطية الحقيقية ومساءلة الحكومة والفصل الواضح بين السلطات.
وبخلاف ذلك سنبقى متأثرين بالأحداث لا مؤثرين فيها. غير جديرين بحمل رسالة الأردن الإنسانية والحضارية.
حفظ الله الأردن وطنا عربيا شامخا ، وحمى الله أهله الكرام الطيبين الذين يستحقون عطاء وتضحية من الجميع بحجم نفوسهم العظيمة
وآمالهم العراض ، وحفظ الله قائد الوطن صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم.