لماذا يثق أبناؤنا بالغرباء؟د. ايمان الشمايلة الصرايرة
09-10-2017 12:21 AM
يسعى الإنسان في هذه الدنيا أن يكون له أبناء وذرية صالحة، ويسعى لأن يكونوا نموذجاً بالعلم والأدب، وأن يكونوا عوناً له كلما تقادمت الأيام والسنين، يتعايش معهم، ونحن نتكلم هنا عن الأم والأب على حد سواء، وكما نعرف يمر الأبناء بسلسلة من المراحل، فعندما يكونوا صغاراً لا نواجه مشكله لأنهم يكونون بين أيدينا مدللين مجابة طلباتهم، لا يعصون والديهم ولا يعاندون، ولكن المرحلة التي تعتبر هي الأساس وهي عند بلوغهم سن المراهقة أو بالأحرى( سن النضج) وتكوين الشخصية والأفكار والسلوكات، فنجد أن الأبناء تبدأ لديهم أفكار العناد لأبويهم وعدم الطاعة في كثير من الأمور، وهنا نسعى للكشف عن الأسباب الحقيقية، وهي ليست الأبناء بل الوالدين، لماذا؟ سوف تسألني، سأجيبك: افرض أنك مدير وجاء لديك موظف جديد بطبع ما سوف يكون مطيع وخائف في بداية العمل، حتى يتمكن ويعرف كل صغيرة وكبيرة في المؤسسة ويكون له زملاء حتى يبدأ بعدم الطاعة وإجابتك ومعاندتك في كل أمر، الأمر الذي يثير غضبك ويثير اشمئزازك، لماذا؟ طبعاً لأنك تعودت منه فقط على الطاعة وليس على الأخذ والعطاء والحوار والمشاركة فأسلوب الديكتاتورية هو ما تريد السيطرة من خلاله عليه فقط لا أن تشارك الغير طبعا إما لغيرتك على العمل أو لحبك السيطرة وأن يعمل الجميع تحت إمرتك، نرجع إلى تشابه هذا الموقف مع موقف الأبناء فأنت تعودت منهم منذ صغرهم أن يطيعوك ويطبقوا الأوامر التي تصدرها فقط، وهاهم كبروا وأصبحوا يريدون أن يعبروا ويتكلموا، وهذا الشيء لا يعجبك فأنت لم تقتنع بأن لديهم مرحلة يجب أن يعبروا ويشاركوا فيها عما بداخلهم، فأنت فقط أردت أن يكونوا جنوداً مجندين لك دون حركة أو رأي، وهذا ما يشكل بؤرة التصادم بينك وبينهم وبالتالي تعلوا الأصوات وتكثر المشاجرات ويبدأ هذا الأبن أو البنت بعدم الثقة فيك واللجوء إلى الغرباء لأنهم يسمعونهم ويمدحونهم، ويأخذون بأيديهم إلى ما يريدون، فأنت لم تستوعب أنك يجب أن تعاصر التغيير الحاصل، وتعلم أن حياتك الأسرية تتطور مع التغيير الفكري والسلوكي للأبناء، وأعلم أنك كلما استوعبت التطورات التي يمر بها أبناؤك تحافظ على توازن صحتك وانفعالاتك وتعرف كيف تتصرف بالمواقف كلها، إذن أوجه لك سؤالا، هل ستستوعب مراحل التغيير لأبنائك أم أنك سوف تسمح لهم باللجوء إلى غيرك ليثقوا فيه وتخسرهم لتعنتك وتسلطك، كن مثل شعرة معاوية، فإن هم شدوها أنت أرخيتها وإن هم أرخوها فأنت تشدها. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة