الارز والسكر والشاي .. على نار رفعات الحكومة
08-10-2017 09:38 PM
عمون - لقمان إسكندر - قالت الحكومة انها تدرس الغاء الدعم عن السلع. وقالت أيضا انها لا تفكر في رفع الدعم عن الخبز. مرّ هذان التصريحان من أمام عين المواطن غير المختص من دون أن ينتبه إليه. أما نقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق فقد أرعبه ما قيل.
سأل: ماذا تقصد الحكومة بأنها تدرس رفع الدعم عن جميع السلع وجميع السلع غير مدعومة أصلا، باستثناء الخبز.
هذا لا يعني ان الخبز سيرتفع، فالخبز مثل اسطوانة الغاز، تضعها الحكومة كمياه تبريد لإجراءات الرفع التي تريد اتخاذها.
يسخن الناس فتبردهم بالأسطوانة والخبز. ويبردون في كل مرة. ماذا تريد ان تفعله الحكومة إذن؟
يمسك الحاج توفيق أصابعه ويبدأ بالعدّ: الأرز سيرتفع والسكر سيرتفع، والشاي أيضا. ماذا أيضا؟
مواد غذائية ومستلزمات طلاب المدارس والخضار والحليب المجفف والعدس والدجاج الطازج وربما معه سيرتفع الدجاج الفاسد أيضا.
في الطريق سترتفع المعلبات، والسردين والتونة وغيرها ومواد ال 4% ضريبة ومعظمها سلع اساسية.
ماذا أيضا؟ جهنم نفسها سترتفع حرارتها.
منح الدعم لمستحقيه اسطوانة تبريد هي الأخرى. سيلهو بها الناس ساعة، ثم يقفزون فزعين. إن تحتهم بلل.
جاء في البند 25 في مشروع قانون الموازنة العامة ومشروع قانون موازنات الوحدات الحكومية لسنة 2018م، ما يخيف. تنص المادة المقترحة على: (التخفيض التدريجي للإعفاءات على ضريبة المبيعات على السلع والخدمات المحلية والمستوردة والاعفاءات من الرسوم الجمركية).
ما هي الخطة؟ ان لا يكون لديهم خطة. ماذا عن الفريق الاقتصادي؟ هذا مشغول بلعب الشدة.
يقول نقيب تجار المواد الغذائية: "الامن الغذائي لا يقل اهمية عن أمن الحدود".
هنا ضابط ايقاع الاقتصاد بلا خوذة، ولا سلاح. كأنه دخل المعركة مبكرا بعصا خشبية. عصا و"تي شيرت"، مكتوب عليه "البنك الدولي".
يدرك الحاج توفيق حاجة الموازنة. لكن علاج صداع الرأس لا يأتي بفصله عن الرقبة.
مجددا، ما هي الخطة؟ الخطة أن لا يكون لديك خطة. مثل لاعب فاشل يهجم على الكرة دفعة واحدة وهو مغمض العينين، ويصرخ. فجأة يقع.
يقول نقيب تجار المواد الغذائية: نحن نقابة تقوم بدور وزارة تموين. تضخ في الموازنة 5 مليارات. لكن المبيعات تراجعت 25%. وباجراءات لاعبي "الشدة"، ستنخفض أكثر.
يحذر الحاج توفيق المسؤولين: دعونا نؤمن لكم
الـ 5 مليار.. ومن يتوقع برفع الاسعار ان لا يتضرر التاجر حالم.. سنتضرر".
فقط الفقراء ومحدودو الدخل من سيتأثرون قبل التاجر. يقول الحاج توفيق: "التاجر سيتضرر بضعف البيع".
اما المواطن فعندما يضطر التاجر لتسريح عمالته سيتضرر، وعندما يريد أن يأكل ولا يجد سيتضرر أيضا.
من يحمي المواطن من اللاخطة التي يعتمدها فريقنا الاقتصادي؟