هل العلاقة بين المواطن والدولة تسير في منعطف خطير
د.بكر خازر المجالي
08-10-2017 02:46 PM
العنوان يحتمل اكثر من تفسير، ولكن نعتمد على البساطة في التفسير واثبات الحقائق من خلال الممارسة اليومية.
وهنا نقول العلاقة بين المواطن والدولة (وليس الحكومة)، لان الحكومة محصورة بجهازها التنفيذي الذي شاهدنا العديد من اخطاء هذا الجهاز ليس في حادثة قلعة الكرك ولا في حادثة السفارة ولا في حادثة الرمثا او في حادثة الكهرباء بل هناك الكثير، ولكن حين نقول العلاقة بين المواطن والدولة انما هو للبحث والتمحيص في ان علاقة المواطن هذه تتصل في كل اركان ومكونات الاردن المادية والمعنوية ، تتصل بمنظومة القيم وبالمواطنة وبمفاهيم الاخلاص والانتماء ،وهنا السؤال هل اصابها العطب يا سادة ؟ هل وصل اليها اي نوع من التلف والتخريب ؟ هل تعطينا ردود وتصرفات الشارع الاردني دلالات خاصة على مرحلة جديدة نعيشها ولكن لا ندرك بعد كيف ستكون النهاية ؟
في كل المحاضرات والمنتديات والندوات والجلسات لا يخلو اي منها من صوت النقد بمستويات لا تفرق بين القاع والقمة، حتى ان كلام القاع يتساوى مع القمة ،لا فرق عند اهل الالم والاحباط من التعبير بطريقة غائصة او طائشة . واذا كان لدينا جهاز مختص في الدراسة والاستقصاء وجمع مقولات هذه الزوايا والمنتديات سنجد انفسنا امام المنعطف الخطير الذي سننزلق اليه لا محالة مع استمرار هذا الغياب القوي لمفهوم الشفافية الاعلامية واستباق الشارع في الحديث والكشف عن كل مكنون.
هل نحن على درب الانفلات والفوضى ؟ هل هذا السؤال هو مشروع حاليا وفي وقته من خلال رؤية مبادرة الشارع باتخاذ الخطوات العقابية وتنفيذ قراراته في الاقتصاص من الحكومة بالإساءة الى الشارع الذي يخدمه والى المؤسسة التي ترعى مصالحه ، طالما انه في كل الحالات يأتي العفو والسماح حتما بعد حين .
اين هي الحوكمة والحاكمية الرشيدة ؟ اين هو البناء الديمقراطي من انتخابات وهيئات ومجالس لامركزية وكل الخطوات التي تدعو الى اشراك المواطن في كل امر ؟
هل هذا هو النتيجة لكل اشكال التربية والتثقيف التي هي لا تتجاوز الاستعراض وجمع الاعداد هنا وهناك وتأليف الاغاني التي "اطرمونا" بها التي طالت كل منحى الا منحى الفكر والعقل .
نحن نريد ان نقف على الحقائق ولكن بدراية وعلمية وتفهم، ربما ان القادم لا يبشر بالخير من خلال مظاهر نراها وفي كل حين يأتي التصريح بالتقليل من شأن ذلك وان الامر تحت السيطرة ،وانه تم احتواء الأمر ،ولكن هل ادرك أولئك وهؤلاء عن كم التراكم من القهر والقلق والاحباط الذي احتل مساحة من العقل والقلب والنفس ؟ هل ادرك الجميع مدى تزعزع الثقة وتغلغل الشك بقدراتنا على المواجهة في طل التسريب المستمر لمخططات تحاك ضدنا وعن اجراءات دولية واقليمية تستهدف قوتنا ومكانتنا وقد يصل التهديد الى هويتنا ومواطنتنا ؟
اعتقد ان من مستوجبات المواطنة التفكير في مصادر القلق والخطر ، وان لا نختبئ وراء مظاهر زائفة من الشكليات التي هي مظاهر منفعية مصلحية خاصة .. نريد ان نخرج من عقال الوهم بالقوة والسيطرة الى عقال التأكد من اننا على مقدرة في مواجهة كل الاخطار التي علينا ان نعي تماما ان كل ما يجري داخليا يسهم في تكثيف الغشاوة على عيوننا واعماءنا عن رؤية المتربصين بنا وادراك مخططاتهم التي تمس وجودنا وهويتنا وكينونتنا.
نقول هذا الكلام مع اضافة خاصة ان سيد المسرح الان هو من يفرض حالة الخشية منه عند الاخرين ،والمسرح هنا ليس فقط الاقتصاد ولا الحياة السياسية بل الجامعة والسوق والصحراء والجبال ، ونلمس هذا فعلا ان الصالحين والمحترمين لا مكانة لهم ،واعرف اكثر من واقعة ان محترما أو اكثر يحاول مقابلة مسؤول ولكن لا جدوى ، في الوقت ان غيره من الصنف الاخر قد قابل مرات ومرات ، وحتى مستوى الرد على الهواتف هو في نفس السياق، لا اقصد الانحدار الى هذا المستوى في توصيف الهدف من مقالتي ولكن هذا هو الواقع الذي نقيس عليه بدءا من تلفون المسؤول الى ساحة الاشتباك والسرقات والممارسات المختلفة.