غياب الرواية الرسمية .. د. حيدر الزبن نموذجاً
م. موسى عوني الساكت
08-10-2017 09:27 AM
بجرة قلم كدنا أن نخسر الدكتور حيدر الزبن، يوم قرر أحدهم ان ينقله إلى الهيئة المستقلة للانتخاب.
مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس الدكتور حيدر الزبن أحد الرجال القلائل - فيما أرى - ممن ينطبق عليهم قول: رجل مناسب في مكانه المناسب.
فجأة، بدأ الحديث عن اتخاذ قرار بنقله من مكانه المناسب إلى آخر، رغم أنه أثبت جدارته في المنصب الأول.
لغياب الرواية الرسمية لن نصل الى حقيقة ما جرى، الا أن المتتبع للتصريحات التي بدأت عن نقل د. الزبن، وصولا إلى تصريح مدير عام المواصفات نفسه وبعد أيام من "الّلتّ والعجْن" أنه باق في المنصب.
فجأة تحوّلت عملية نقل د. الزبن من موقعه إلى قضية رأي عام، رأى فيه الكثيرين أن "النقل" شاهد على استشراء الفساد، وقوَّته، وأن هناك من يريد إزاحة الرجل عن مكانه لإتاحة المجال كما تداول البعض للحيتان من أجل بث فسادهم في أسواقنا.
بهذه الكلمات خرج رأي نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي فيما يجري: "الفاسدون يطيحون بحيدر الزبن من المواصفات والمقاييس".
استمر الجدل في عملية النقل على شبكات التواصل يومين قبل أن يجري التأكيد أن الرجل باقٍ في منصبه.
كل هذا جرى من دون أن يمتلك المواطن ولا مؤسسات القطاع الخاص ولا حتى المقربين من الزبن أية معلومة كافية حول عملية النقل. وبذات الإدارة للملف، عادت الحكومة عن قرارها وبدون أي افصاح رسمي بذلك.
الكثير من عيوب الإدارة الرسمية تكشفها قصة د. الزبن وهذا يعني أننا ما زلنا أمام ادارة "الفزعة" وردات الفعل وليس المهنية والتقييم في اتخاذنا لقرارات مهمة بحجم نقل او إنهاء مدراء المواقع المتقدمة ومدير عام المواصفات والمقاييس وغيره الكثيرين أمثلة على ذلك.
في الحقيقة، وللأسف، لدينا آليات واضحة في التعيين يدركها الجميع، وتتعلق بمستوى ما يملكه الشخص من رصيد علاقات بين مسؤولي الدولة.. إحدى هذه الآليات هي المحسوبية والواسطة!