ان المجتمع الاردني من المجتمعات الفتية، والمجتمعات الفتية هي التي تحوي اكبر تعداد من فئات الشباب باختلاف تقسيماتها ، وتعتبر فترة الشباب من اهم مراحل الانسان العمرية نظراً لما فيها من طاقات هائلة يمكن استثمارها فهي مرحلة قابلة للنمو والبناء والتوجيه .والمجتمع الناجح هو الذي يستطيع توجيه قدرات الشباب نحو النمو والعطاء وتعزيز قيم المواطنة في وطن نعيش فيه ونسعى فيه ان نتقدم بخطى ثابتة نحو مستوى افضل من الذي نعيش فيه.
ان وزارة الشباب هي من الوزارات المعنية بشكل مباشر بهذا القطاع الكبير من ابناء المجتمع الاردني ويقوم على هذه الوزارة شابٌ ذو عطاءٍ متميز و رؤية واضحة من خلال معرفتي الشخصية به ان الزميل حديثة الخريشا حيث جمعنا مجلس النواب السابع عشر تحت قبة البرلمان فكان ذو مداخلات دستورية وقانونية هامة والمتتبع لأداء المجلس السابق يلحظ هذا بكل يسر وسهولة.
اننا اليوم في الاردن اعوز ما نكون فيه الى خطط واستراتيجيات وطنية ثابتة نحو شبابنا وما يعتريه من الكثير من الاحباط ( وأجزم أن معالي وزير الشباب يعي هذا ) حيث ان العمل بخطى ثابتة نحو تمكين الشباب الاردني واعطائه الدور المنوط به نكون بذلك قد أسسنا نهضة وطنية سنجني ثمارها بإذن الله وفي هذا الاطار لابد من التطرق للمحاور التالية حول تمكين الشباب:
المحور الاول:- تعزيز قيم الانتماء لهذا الوطن
الكل يعلم مدى الضغوط والظروف التي تواجه الاردن داخلياً وخارجياً وبالذات الاوضاع الاقتصادية الصعبة جداً حيث أن الاردن عانى في الماضي وكانت حكمة وعلاقات سيد البلاد هي التي تعبر بنا نحو الامان لكن في ظل هذه الظروف بعد ان تخلى عنا الجميع بل اننا حملنا اعباء ثقالاً فوق اعبائنا فإن هذه المرحلة هي الاصعب ومن هنا يجب العمل على تشكيل حالة وعي لدى الشباب مما يعانيه الاردن وتعزيز روح الانتماء لديه و تغليب المصلحة الوطنية العليا على كافة المصالح الاخرى .
المحور الثاني :- تعزيز قيم المواطنة
للحصول على شباب معني بقيم العدالة والشفافية والمسائلة والمساواة لابد من العمل على تعزيز هذه القيم للابتعاد عن اي انتماءات اخرى مهما كانت للسعي لتحقيق رؤية جلالة الملك من خلال الاوراق النقاشية التي أدلى بها جلالته نحو رؤية واعدة لمستقبل الاردن .
المحور الثالث:- مكافحة ثقافة العيب
من المعروف أن البطالة بين الشباب بلغت مبلغها و أن مشاكل الفقر تفاقمت في الاردن خلال السنوات الماضية وان فرص العمل اصبحت محصورة وقليلة جدا لذلك وجب علينا محاربة فكرة ثقافة العيب مع ان الكل يعلم ان الاردن يحوي ما لا يقل عن مليون فرصة عمل تقوم العمالة الوافدة بإشغالها وهذا خلل يفت في عضد الوطن فمن غير المعقول ان يستمر الشباب الاردني بالاستنكاف عن العمل في قطاع الخدمات والصناعة والزراعة والبنى التحتية .
المحور الرابع :- تعميق حالة الوعي لدى الشباب ومحاربة السلوك السلبي
ان السلوك السلبي لدى فئة من الشباب هو نتيجة لغياب جهد وطني واضح ضمن خطة استراتيجية مدروسة تقوم بها مؤسسات بشكل تكاملي لا بجهود مبعثرة فلدينا مشاكل حقيقية بارتفاع مستوى الجريمة والعنف والمخدرات وعدم قبول الاخر ولدينا بؤر نعاني فيها من التشدد والتطرف لهذا وجب علينا وبكافة الوسائل المتاحة بالدولة الاردنية للنهوض بالشباب لبناء هذا الوطن الذي بإذن الله سيبقى امناً مطمئناً بفضل قيادته وجيشه وأجهزته الامنية .
ومن هنا فلا بد من العمل جميعاً بشكل استراتيجي مستغلين بذلك كافة الوسائل المتاحة بالدولة الاردنية لان النهوض بالشباب مسؤولية دولة وليس مسؤولية قطاع بذاته .